“لافروف” يزور طهران قريبًا لمناقشة القضايا الثنائية والإقليمية

سيريا موتيتور..

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، سيزور طهران خلال الأيام المقبلة لعقد لقاءات مع نظيره الإيراني ومسؤولين آخرين، بهدف مناقشة التطورات الإقليمية والدولية وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن هذه الزيارة تأتي في إطار المشاورات المستمرة بين طهران وموسكو حول الملفات المشتركة، مشيرًا إلى أن لافروف سيجتمع مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بالإضافة إلى لقاءات مع مسؤولين إيرانيين آخرين لبحث آخر المستجدات على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وتعد هذه الزيارة الأولى للافروف إلى طهران منذ يونيو 2022، عندما ناقش مع المسؤولين الإيرانيين قضايا عدة، من بينها الاتفاق النووي والتطورات الإقليمية.

تأتي زيارة لافروف في أعقاب توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة بين روسيا وإيران، والتي تم إبرامها خلال زيارة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى موسكو في 17 يناير 2025. وأكد لافروف، في 14 يناير، أن هذه الاتفاقية، التي تمتد لعشرين عامًا، لا تستهدف أي دولة أخرى، بل تهدف إلى تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية، العسكرية، والسياسية.

وشهدت العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، حيث سلمت روسيا لإيران، في 15 يناير 2025، قطعًا لمقاتلات “سو-35” ضمن صفقة تعاقدت عليها طهران مع موسكو عام 2022.

يشهد التعاون العسكري بين روسيا وإيران تطورًا متسارعًا، حيث زودت موسكو طهران بأنظمة دفاع جوي مثل S-300، إلى جانب توفير قطع غيار لمقاتلات “سو-35”.

في المقابل، يُعتقد أن إيران زودت روسيا بطائرات مسيّرة، مثل “شاهد-136″، التي استخدمتها موسكو في حرب أوكرانيا. كما يشمل التعاون العسكري بين البلدين مجالات التدريب وتطوير التكنولوجيا العسكرية، وسط تحذيرات غربية من تعزيز العلاقات الدفاعية بين موسكو وطهران.

في ظل العقوبات الغربية المفروضة على البلدين، تسعى كل من روسيا وإيران إلى تطوير مسارات تجارية بديلة، بما في ذلك استخدام العملات المحلية بدلاً من الدولار في التبادلات التجارية.

كما تعمل الشركات الروسية على توسيع استثماراتها في قطاعي النفط والغاز الإيراني، إلى جانب دعم مشاريع الطاقة النووية الإيرانية، ومن أبرزها تطوير مفاعل بوشهر.

إضافة إلى ذلك، تسعى موسكو وطهران إلى تسريع تنفيذ مشروع ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC)، الذي يربط روسيا بالهند عبر إيران، ليكون بديلًا للمسارات التجارية التي تسيطر عليها الدول الغربية.

ورغم الشراكة القوية بين البلدين، إلا أن هناك بعض التوترات والتنافس، لا سيما في سوق الطاقة، حيث تسعى كل من روسيا وإيران إلى زيادة حصتهما من صادرات النفط والغاز. كما تخشى موسكو من تنامي النفوذ العسكري الإيراني في المنطقة.

وتبرز خلافات أخرى بين البلدين فيما يتعلق بعلاقاتهما الإقليمية، حيث تحاول روسيا الحفاظ على توازن في علاقاتها مع مختلف الأطراف، بما في ذلك دول الخليج وإسرائيل، في حين تتبنى إيران سياسات مختلفة تجاه هذه الملفات.

تأتي زيارة لافروف إلى طهران في وقت حساس، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات، لمواجهة التحديات المشتركة الناجمة عن الضغوط الغربية. ومن المتوقع أن تسفر المباحثات عن خطوات جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري، إضافة إلى تنسيق المواقف بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

Read Previous

الخارجية العراقية توضح موقفها بشأن زيارة وزير الخارجية السوري المرتقبة

Read Next

حماس وكتائب القسام تبعثان رسائل جديدة خلال تسليم الأسرى الإسرائيليين

Most Popular