سيريا مونيتور
استقبل سكان مدينة القامشلي عيد الأضحى بدون مياه صالحة للشرب ولا كهرباء، وسط تحميل السكان “الإدارة الذاتية” مسؤولية إهمال تقديم الخدمات الأساسية وعدم العمل على إيجاد حلول عملية لأزمة مستمرة منذ أعوام.
وتعاني مدينة القامشلي منذ أكثر من خمسة أعوام من شح مياه الشرب وانقطاعها لأيام في أحياء المدينة مع حلول فصل الصيف إلى جانب انقطاع الكهرباء عبر الشبكة الرئيسية منذ عام ونصف.
وقال مصدر من مديرية المياه إن “شبكة المياه والمحطات لم تعد قادرة على تلبية حاجة المدينة للمياه حيث إن الشبكة لم يتم توسيعها منذ العام 2011 وعمليات الصيانة والتطوير تكون جزئية وغير قادرة على حل جذري للمشكلة”.
وأشار المصدر إلى أن “هناك خروقات وسوء إدارة داخل مؤسسة المياه ولكن في المقابل لا يوجد تمويل كافي لمشاريع تحسين محطات الضخ وتوسيع الشبكة ضمن الميزانية المخصص لمديرية المياه ولذلك سوف تستمر المشكلة في الوقت الحالي”.
ودعمت منظمة اليونسيف واللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأعوام الثلاثة الماضية مشاريع صيانة و تطوير محطات مياه في مدينة القامشلي إلا أن غياب الدعم واستمرار عمليات الصيانة من قبل الإدارة الذاتية تسبب بتراجع كفائة عمل المحطات مجددا.
وقال مصدر مطلع إن “السبب الرئيسي لعدم وصول المياه إلى أحياء في مدينة القامشلي يعود لضعف الضخ جراء تقليص الإدارة الذاتية كمية الكهرباء الواردة لمحطات الضخ والاعتماد على مولدات تعمل لساعات محدودة وبقدرة طاقة لا تغطي عملية الضخ الكاملة”.
وأوضح المصدر أن “الكهرباء تحول إلى مراكز أمنية وعسكرية ومؤسسات تابعة للإدارة الذاتية بدلاً من منح الأولوية لمحطات المياه والأفران والمنشآت الحيوية والخدمية”.
وأشار المصدر إلى وجود تعديات كبيرة على خطوط المياه بدءا من مزارع المسؤولين والمتنفذين في الإدارة الذاتية المنتشرة بريف القامشلي وصولاً إلى التحكم في آلية الضخ واغلاق بعض الخطوط لمنح الأفضلية لمواقع واحياء على حساب احياء ومناطق أخرى”.
وتنتشر في ريف القامشلي الشرقي والغربي عشرات المزارع التي يملكها أغنياء المدينة ومسؤولين ومتنفذين حيث عمدت الكثير من هذه المزارع الى سحب خطوط مياه لسقاية الأشجار وملئ المسابح من المياه القادمة من سد سفان أو محطة الهلالية الأمر الذي يتسبب بضعف المياه الواصلة للمدينة.
وقالت “سحر الشيخ” من حي طي بمدينة القامشلي لموقع تلفزيون سوريا إن “المياه لم تصل إلى منزلي منذ أكثر من شهر وأعتمد على شراء المياه من الصهاريج بسعر وصل لأكثر من 50 ألف ليرة سورية للخزان الواحد (سعة ألف لتر)”.
وأشارت الشيخ إلى أن “سكان الحي قدموا شكوى للكومين وأيضا للبلدية ولمديرية المياه أكثر من مرة ولكن دون إيجاد أي حلول لمشكلة المياه”.
وأوضحت السيدة الخمسينية أن “الأمراض تنتشر بين الأطفال وكبار السن بسبب الاعتماد على مياه الصهاريج فيما مشكلة نقص المياه تتكرر كل صيف ولم نتلقى سوى الوعود بحل هذه المشكلة بدون ان يتغير الواقع”.
وتعاني أحياء الوسطى والسياحي وكذلك الأحياء الجنوبية والغربية في مدينة القامشلي من شح المياه منذ سنوات.