أعلنت ليتوانيا، الأربعاء 3 أبريل/نيسان 2022، عن وقف جميع واردات الغاز من روسيا، وسط تدهور العلاقات بين موسكو والغرب، بسبب الحرب التي تخوضها موسكو ضد أوكرانيا، لتصبح بذلك ليتوانيا أول دولة في أوروبا تستغني عن الإمدادات الروسية من الغاز.
جاء ذلك في تغريدة لرئيسة وزراء ليتوانيا، إنغريدا سيمونيته، على حسابها في تويتر، وقالت فيها إنه من “الآن فصاعداً لن تستهلك ليتوانيا سنتيمتراً واحداً من الغاز الروسي”، مشيرةً إلى أن بلدها هو أول من يتخذ هذا القرار ضمن دول الاتحاد الأوروبي.
كانت وزارة الطاقة الليتوانية قد ذكرت مساء السبت، 2 أبريل/نيسان 2022، أن البلاد أوقفت استيراد الغاز من روسيا، وأشارت إلى أن شبكة الغاز الليتوانية تعمل “بدون واردات الغاز من روسيا منذ بداية أبريل 2022”.
وسيجري حالياً تلبية جميع احتياجات ليتوانيا من الغاز عبر مرفأ للغاز الطبيعي المسال في مدينة كلايبيدا الساحلية، وأقامت ليتوانيا المنشأة العائمة في أوائل عام 2015، من أجل تقليل اعتمادها على واردات الغاز الروسي، وفقاً لما ذكره موقع “الجزيرة. نت”.
من المقرر أن تصل كل شهر 3 شحنات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال إلى المنشأة العائمة، وقالت وزارة الطاقة الليتوانية، إن الغاز “سيستمر في التدفق عبر البلاد إلى مدينة كالينينغراد الروسية الحبيسة، رغم وقف الواردات”.
يأتي تخلي ليتوانيا عن الغاز الروسي في وقت تسعى فيه حكومات دول أوروبية لتقليل اعتمادها على موسكو في تأمين الغاز، وسط الحرب الروسية على أوكرانيا.
فرغم رغبة أوروبا في التخلي عن موارد الطاقة الروسية، فإن هذا الخيار يهدد بزيادة أسعار الوقود المرتفعة أصلاً، كذلك ورغم أن روسيا نفسها تئنّ تحت وطأة العقوبات، فإنها تخاطر هي الأخرى بفقدان مصدر هام وضخم للعوائد.
كانت روسيا قد أصدرت قراراً بأن تدفع الدول الغربية ثمن الغاز بالعملة الروسية المحلية “الروبل”، وهو ما أثار غضب الغرب، وحذر الرئيس فلاديمير بوتين من أن “التخلف عن الدفع بهذه الطريقة سيؤدي إلى إيقاف العقود القائمة”.
بدورها، رأت الولايات المتحدة طلب بوتين بأنه “علامة على يأس موسكو الاقتصادي والمالي”، الناجم عن العقوبات الغربية التي فرضت رداً على غزو أوكرانيا.
كانت للمواجهة المتعلقة بالطاقة تداعيات هائلة على أوروبا، في الوقت الذي يجوب فيه المسؤولون الأمريكيون دول العالم، لمواصلة الضغط على بوتين لوقف الهجوم على أوكرانيا، الذي دخل أسبوعه الخامس، وأدى إلى تشريد ربع سكان أوكرانيا.
تقول الحكومات الغربية إن مطالبة بوتين بدفع مقابل الغاز الروسي بالروبل ستكون خرقاً للعقود، التي تنص على أن عملة السداد هي اليورو أو الدولار. وأعلنت ألمانيا والنمسا “إنذاراً مبكراً” بشأن إمدادات الغاز، لكن لم تبلغ أي دولة في الاتحاد الأوروبي حتى الآن عن مواجهتها حالة طارئة فيما يتعلق بالإمدادات.
بدورهم، قال محللون في “فيتش سوليوشنز” للاستشارات: “سيتعين على روسيا أن توقف فعلياً تدفقات الغاز إلى دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين لفرض إرادتها، ما سيمثل تصعيداً كبيراً لم يحدث حتى في ذروة الحرب الباردة، لكنها ستوجه أيضاً ضربة مالية كبيرة أخرى لخزائن روسيا”.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.