ليو الرابع عشر.. أول بابا أمريكي في تاريخ الفاتيكان

سيريا مونيتور -دمشق

انتُخب الكاردينال روبرت بريفوست بابا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية، ليصبح بذلك أول أمريكي يتولى هذا المنصب التاريخي، حيث سيحمل اسم البابا ليو الرابع عشر، في سابقة هي الأولى منذ القرن التاسع عشر. وتم إعلان انتخابه بعد تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين، إيذانًا بانتهاء المجمع البابوي الذي استمر ليومين بعد وفاة البابا فرنسيس في 21 نيسان/أبريل الماضي.

وألقى البابا الجديد (69 عامًا) كلمته الأولى من الشرفة المركزية لكاتدرائية القديس بطرس، قائلاً باللغة الإيطالية: “ليعّم السلام عليكم جميعًا، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أود أن أقدم تحية سلام لعائلاتكم، لكم جميعًا، أينما كنتم، ليعم السلام عليكم”.

وُلد بريفوست في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة في 14 أيلول/سبتمبر 1955، ودرس الرياضيات والفلسفة واللاهوت قبل أن ينضم إلى الرهبنة الأوغسطينية. حصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة فيلانوفا عام 1977، ثم انتقل إلى بيرو في سن الثلاثين في مهمة رعوية، حيث عمل كرئيس دير وأستاذ ونائب قضائي بين عامي 1988 و1998.

بعد عودته إلى الولايات المتحدة عام 1999، انتُخب رئيسًا إقليميًا لرهبنة “أم المشورة الصالحة”، ثم رئيسًا عامًا للرهبنة الأوغسطينية بعد عامين ونصف. وفي عام 2014، عيّنه البابا فرنسيس مُدبّرًا رسوليًا في بيرو، ثم أسقفًا على تشيكلايو في العام التالي.

تميز بريفوست بعلاقاته الوثيقة بأمريكا اللاتينية، حيث حصل على الجنسية البيروفية أيضًا، وهو ما يعكس تنوع جذوره وتأثيره العميق في الكنيسة هناك. وقد ساهمت هذه الروابط في تعزيز مكانته مرشحًا قويًا للبابوية، خاصة بعد تعيينه في مناصب عليا في الفاتيكان، مثل رئاسة اللجنة البابوية لأمريكا اللاتينية، ثم رئاسة دائرة الأساقفة عام 2023، وهو المنصب الذي منحه صلاحية اختيار الأساقفة.

يشتهر بريفوست بدعواته المستمرة للسلام والعدالة، وانتقاده للسياسات التي يراها ظالمة، بما في ذلك سياسات الهجرة الأمريكية. وقد ورد في تقارير إعلامية أنه انتقد سابقًا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك تصريحات لنائب الرئيس جيه دي فانس حول الأولويات الوطنية.

ورغم جذوره الأمريكية، فإن بابويته تمثل استمرارية نهج البابا فرنسيس في تعزيز العدالة الاجتماعية والتواصل مع الفئات المهمّشة، وهي رؤية تدعمها غالبية الكرادلة الذين اختاروه، إذ عيّن فرنسيس 80 بالمئة منهم خلال حبريته.

يُجيد بريفوست عدة لغات، منها الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والفرنسية والبرتغالية، بالإضافة إلى قدرته على قراءة اللاتينية والألمانية، مما يجعله شخصية عالمية قادرة على تمثيل الكنيسة على نطاق واسع.

Read Previous

مغادرة جماعية لطلاب السويداء.. وزير الإعلام يؤكد رفض تحويل الجامعات إلى منصات للتجييش الطائفي

Read Next

خسائر إسرائيلية جديدة في غزة.. مقتل جنديين وإصابة ضابطين بجروح خطيرة

Most Popular