سيريا مونيتور -دمشق
يعقد الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، في بروكسل مؤتمر المانحين لدعم سوريا، وسط تطورات سياسية واقتصادية تلقي بظلالها على الحدث. يسعى المؤتمر إلى حشد الجهود الدولية لدعم البلاد والمساهمة في إعادة إعمارها، إلا أن تداعيات الأحداث الأخيرة في الساحل السوري فرضت نفسها على المناقشات.
وأشارت مصادر دبلوماسية لوكالة “فرانس برس” إلى أن دول الاتحاد الأوروبي الـ27 تحاول التعامل مع ما جرى كحادث منفصل، مرحبة بتشكيل لجنة تحقيق، ومؤكدة على ضرورة اتخاذ تدابير لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً. كما ألمحت هذه الدول إلى إمكانية إعادة النظر في قرار تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، والذي كان قد تقرر في نهاية فبراير الماضي، إذا استمرت الأوضاع الأمنية في التدهور.
تطلعات جديدة لمؤتمر بروكسل
يختلف مؤتمر هذا العام عن النسخ السابقة التي كانت تركز على تقديم المساعدات الإنسانية، إذ تتجه الطموحات الآن نحو إعادة إعمار سوريا بشكل أوسع. وصرح مسؤول في الاتحاد الأوروبي بأن هناك “فرصة سانحة لكنها محدودة”، مشدداً على ضرورة استغلالها قبل فوات الأوان.
وتُقدر الأمم المتحدة أن سوريا قد تحتاج إلى خمسين عاماً على الأقل لاستعادة وضعها الاقتصادي الذي كان عليه قبل عام 2011، في ظل احتياجات إنسانية متزايدة تشمل نحو 16.7 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الدولية.
تأثير الانسحاب الأميركي على المساعدات
يواجه المؤتمر هذا العام تحديات كبيرة، خاصة بعد قرار الولايات المتحدة تعليق مساعداتها لسوريا، وهو ما يهدد بتقليص حجم التمويل المتوقع. وكانت الولايات المتحدة تُعد حتى الآن المانح الأكبر للمساعدات الدولية لسوريا، إلى جانب الاتحاد الأوروبي.
وأوضح مسؤول أوروبي أن النظام الدولي للمساعدات الإنسانية كان يعتمد على ركيزتين رئيسيتين: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكن مع انسحاب واشنطن، تضاءلت الموارد المتاحة للبرامج الإنسانية في مختلف أنحاء العالم.
وفي ظل هذا التراجع، يأمل منظمو المؤتمر أن تساهم دول عربية في الشرق الأوسط في سد الفجوة التمويلية وتعويض الانسحاب الأميركي، لضمان استمرار الدعم الإنساني والاقتصادي لسوريا في المرحلة المقبلة.