أخبار وتحقيقات – symonitor
أزمة اقتصادية غير مسبوقة منذ بداية الحرب السورية
تعيش مناطق النظام السوري ولا سيما العاصمة دمشق أزمة اقتصادية غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب السورية قبل 12 عاماً تقريباً بسبب نقص المحروقات وصعوبة الحصول عليها؛ وأدت هذه الأزمة إلى توقف شبه تام لحركة النقل والصناعة والإنتاج، وتوقُّف العديد من الخدمات مع انقطاع التيار الكهربائي.
إلى جانب الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية والأدوية والمحروقات بنحو أربعة أضعاف عن السابق، الأمر الذي وصل إلى صعوبة تأمين حتى الخبز بعدما توقفت الأفران عن إنتاجه بسبب شح المحروقات. وقد وصل سعر البنزين في السوق السوداء وصل إلى 20 ألف ليرة سورية بينما أسعار الديزل وصلت إلى 7000 ليرة.
ومن جهة أخرى توقفت حركة النقل بنسبة 90%، ولم يعد خيار آخر أمام العمال والموظفين سوى السير لساعات من أماكن عملهم إلى منازلهم؛ للهرب من أجور النقل الباهظة كما وصلت أجرة الراكب الواحد في حافلات النقل الخاصة من وسط العاصمة دمشق، إلى 10 آلاف ليرة سورية، في الوقت الذي لا تتجاوز فيه رواتب العمال والموظفين الشهرية 100 ألف ليرة سورية.
خسارات بالملايين تكبدها منتجي وتجار حلب:
طالت الخسائر مداجن حلب ومزارعها الكبيرة بسبب العجز عن توفير التدفئة للدواجن، وبالوقت نفسه توقفت المنشآت الخاصة بالتخزين والتبريد عن العمل بعد نفاد الديزل الذي تعمل عليه المحركات، مما اضطر المنتجين مؤخراً إلى رمي أطنان من الدواجن واللحوم المثلجة.
وقد طالت هذه الكوارث الاقتصادية عشرات الصناعيين والتجار والمستثمرين في محافظة حلب التي تعتبر العاصمة الاقتصادية للبلاد، كما توقفت عشرات المعامل عن الإنتاج بسبب شح المحروقات، وتضاعف أجور النقل أمام العمال، بعدما خفضت حكومة النظام عدد حافلات النقل العام إلى أقل من النصف.
يوضح مصدرنا في مدينة حلب أن عدداً كبيراً من الصناعيين والتجار في محافظة حلب يفكرون الآن في وقف أعمالهم ومنشآتهم ومغادرة البلاد بأي طريقة، للنجاة بما تبقى بحوزتهم من أموال قبل فوات الأون وخسارتهم كل ما يملكون”.
موجة نزوح جديدة للسوريين:
مع اشتداد الخناق على المواطنين في مختلف المناطق السورية الخاضعة لسيطرة النظام بسبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية الراهنة، أصبح لبنان والعراق وتركيا ومناطق المعارضة وجهة لآلاف السوريين مؤخراً. وقد غادرت عشرات العائلات من محافظة حمص إلى لبنان ومناطق المعارضة شمال غربي سوريا.
احتجاجات جديدة تعمّ المحافظات السوريّة:
شهدت محافظة السويداء ومناطق أخرى في البلاد احتجاجات شعبية واسعة؛ اعتراضاً على تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية. وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي منذ شهر ديسمبر الماضي دعوات للإضراب العام يشمل المحلات والشركات التجارية العامة والخاصة والجامعات والقطاع الحكومي.