ما هي قصة احتجاج ابتهال أبو السعد ضد “مايكروسوفت” ودعوتها لمقاطعة منتجاتها؟

سيريا مونيتور -دمشق

بعد فصلها من العمل بسبب احتجاجها على موقف شركة “مايكروسوفت” من الدولة الإسرائيلية، دعت المهندسة المغربية ابتهال أبو سعد إلى مقاطعة جميع منتجات الشركة العالمية. الاحتجاج الذي جلب اهتمامًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء بعد أن اعترضت أبو سعد على تواطؤ الشركة في دعم الدولة الإسرائيلية.

احتجاج علني وفصل بسبب “سوء السلوك”

الاحتجاج بدأ خلال احتفال شركة “مايكروسوفت” بالذكرى الخمسين لتأسيسها، حيث تصدرت أبو سعد المشهد عندما قاطعت كلمة المسؤول التنفيذي في قسم الذكاء الاصطناعي، مصطفى سليمان، مؤكدة أن الشركة تزود الجيش الإسرائيلي بتقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الهجمات العسكرية على قطاع غزة.

دعوة للمقاطعة

في أعقاب فصلها، ظهرت أبو سعد في مقطع فيديو على حسابها في “إنستغرام”، دعت فيه جميع المؤيدين لقضية غزة إلى الامتناع عن استخدام منتجات “مايكروسوفت”. وقالت إن المقاطعة هي رسالة واضحة للشركة مفادها رفض الدعم المادي لأي كيان متورط في انتهاك حقوق الإنسان.

وأكدت أبو سعد في الفيديو أن المقاطعة يجب أن تستمر حتى تتبنى “مايكروسوفت” مبادئ إنسانية حقيقية. كما وجهت نداءً للعاملين في الشركات الكبرى الداعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، داعية إياهم إلى رفع أصواتهم والتحدث ضد الانتهاكات الأخلاقية.

“لا تكن شريكا في الجريمة”

ابتهال أبو سعد، التي كانت تعمل مهندسة برمجيات في قسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، شرحت في رسالة بعثتها لزملائها في الشركة أسباب احتجاجها. أكدت أن قسمها في الشركة يساهم في “تمكين الإبادة الجماعية للفلسطينيين” وأن محاولات فريقها للإحتجاج على ذلك تم إسكاتها بطرق قمعية.

وقالت: “لم أجد خيارًا أخلاقيًا آخر بعد أن رأيت كيف حاولت مايكروسوفت إسكات زملائي الذين حاولوا تسليط الضوء على هذه القضية”. وأضافت أنها عانت نفسيًا خلال العمل في بيئة تقدم فيها تقنيات تُستخدم ضد أهلها في فلسطين، مشيرة إلى أن استخدام خدمات “مايكروسوفت” السحابية قد تضاعف بنسبة 200% منذ بداية الحرب، مما سهل عمليات القتل الجماعي في غزة.

التضامن مع غزة ودعوات للاحتجاج

ابتهال دعت الموظفين في الشركات التكنولوجية الكبرى إلى توحيد جهودهم مع مجموعات مثل “لا للتكنولوجيا من أجل الفصل العنصري” و”لا لـ Azure للفصل العنصري”. أكدت أن الصمت تجاه هذه القضايا يعادل التواطؤ، مشيرة إلى قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ} [النساء:75].

وأوضحت أنها لا تخشى الفقر أو العواقب المهنية، بل تخشى أن تكون دماء الغزيين شاهدة عليها يوم القيامة. وقالت في رسالتها: “رسالتي لكل فرد في المجتمع هي: لا تكن شريكًا في الجريمة”.

أهمية اتخاذ موقف

أبو سعد، التي تعمل حاليًا على تعزيز الوعي في مايكروسوفت وخارجها، أكدت في حوارها مع الدكتور عمر سليمان أن هدفها الأساسي كان لفت الانتباه داخل الشركة وبين المسؤولين التنفيذيين إلى التواطؤ في انتهاك حقوق الإنسان. كما شددت على أن هناك ضرورة لفعل شيء وعدم البقاء صامتين أو متواطئين في مواجهة الظلم.

وختمت رسالتها بدعوة للمجتمع للانضمام إلى الحراك والمشاركة في التغيير، حتى لو كان ذلك عبر كلمة حق في اجتماع. وقالت: “يجب أن نتحمل المسؤولية وأن نبحث عن أي دور يمكننا القيام به”.

Read Previous

الكاتب الأمريكي “فريدمان”: ترامب ونتنياهو يقودان نحو “عالم بشع” ويقوضان الديمقراطية

Read Next

تصعيد جمركي عالمي بقيادة ترامب: الصين في مرمى العقوبات وأسواق المال تتراجع

Most Popular