توعّد مبعوث بريطانيا الجديد إلى سوريا جوناثان هارغريفز “نظام أسد”، بالمحاسبة على ما ارتكبه من فظائع ضد الشعب السوري، وذلك في أول تصريح له عقب استلامه المنصب، خلفا للمبعوث المستقيل مارتن لنغدن.
وقال جوناثان في سلسلة تغريدات له أمس الثلاثاء على “تويتر”، إن المملكة المتحدة ستعمل كل ما في وسعها من تدابير من أجل محاسبة نظام بشار الأسد وأنصاره على تلك الفظائع التي ارتكبت في حق الشعب السوري”.
وأضاف ،” سأواصل دعم السيد غير بيدرسون مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، مع العملية السياسية التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة من أجل تحقيق السلام وإرساء الاستقرار والأمن المستدام لصالح سوريا وصالح الشعب السوري”، مؤكدا أن ما يحصل في سوريا هي كارثة من صنع الإنسان ولا يمكن لها أن تنتهي إلا باعتماد الوسائل السياسية دون العسكرية”.
وشدد في إحدى تغريداته على ضرورة توقف جميع الانتهاكات المروعة للقانون الإنساني، والدولي، وقانون حقوق الإنسان في سوريا، مؤكدا أن سوريا أصبحت على «حافة الهاوية»، واصفاً ما يجري للشعب السوري بـ”وصمة العار في وقت لا يملك فيه نظام الأسد أو موالوه إجابات موثوقة عن الطريقة التي يمكن من خلالها إصلاح تلك المشكلات”.
“عودة اللاجئين”
وأعلن المبعوث الجديد عن التزام بلاده بمواصلة مساعدة اللاجئين السوريين في كل من تركيا، والأردن، ولبنان، وغير ذلك من المجتمعات الأخرى المضيفة لهم.
وقال ” ليس من الآمن حتى الآن الإقدام على إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم”، مشيرا إلى أن بلاده لا تزال في طليعة الاستجابة الإنسانية لتلك الأزمة الكبيرة،- أزمة اللجوء والنزوح والتشرد- مع التركيز على الأفراد الذين هم في أمس الحاجة إليها أينما كانوا.
كيف رد نظام أسد؟
وردا على تصريحات المبعوث البريطاني الجديد، اتهم نظام أسد في بيان أصدرته خارجيته “جوناثان” بالكذب وتشويه الحقائق، مجددا روايته المعتادة على أن “الإرهاب” هو السبب في معاناة السوريين، متناسيا عشرات آلاف المعتقلين والمعتقلات الذين لايزالون في سجونه، دون محاكمة، وقضى الآلاف منهم تحت التعذيب حتى الآن.
وقال بيان نظام أسد ، إن “السبب الأساس في معاناة السوريين الراهنة يكمن في العدوان الإرهابي الذي سفك دماء السوريين ودمر منجزاتهم والذي كانت بريطانيا أحد الأطراف الرئيسية المشاركة فيه”، على حد زعمه.
وبدأ الدبلوماسي البريطاني جوناثان هارغريغز مهامه كمبعوث جديد إلى سوريا الإثنين، خلفا للمبعوث المستقيل مارتن لنغدن، الذي أعلن ترك منصبه قبل أيام، بعد ثلاث سنوات من تعيينه.
وكان الأخير قال بعد ترك منصبه إن سوريا تقف على حافة الهاوية، تجتاحها أزمة اجتماعية اقتصادية تزداد سوءاً كل أسبوع.
واعتبر أن كل ما يجري في سوريا هو نتيجة أخطاء سياسية، في ظل عدم وجود إجابات من النظام أو داعميه حول كيفية إيجاد حل، مؤكدا أن الحل في سوريا في متناول اليد وهو في قرار مجلس الأمن الدولي 2254، إلا أن داعمي النظام والذين لهم تأثير عليهم ما زالوا يحاولون الحفاظ على وضع سياسي غير مستدام، مشدداً أن السوريين يدفعون الثمن لهذا التأخير.