أثارت تصريحات وتهديدات أبو محمد الجولاني متزعم هيئة تحرير الشام في منطقة إدلب شمال سوريا الكثير من ردود الفعل والتساؤلات، واصفين تلك التصريحات بأنها “مثيرة للجدل”.
وفي التفاصيل، قال الجولاني في تصريحات أخيرة له إن تعذّر الحل في سوريا يرتبط بوجود الكثير من الدول التي تتداخل في سوريا، سواء من جهة النظام أو قسد أو الثورة السورية.
واعتبر أن كل دولة لها مصلحة لا تكتمل إلا على حساب الدولة الأخرى، لافتا إلى أن الحالة التوافقية متعذرة إلى حد كبير.
وتابع، لآن نحن في العصر الذهبي للثورة السورية، لأن القوى المدنية والعسكرية تجتمع على قلب واحد، والازدواجية في هذين الأمرين لا يحصل في أي مكان، مضيفا أنهم يمتلكون أكثر من زر من قلب الطاولة إلى الانفجار الكامل والتسخين، وبالتالي يستطيعون تغيير الكثير من الأحداث أو مواجهة التحديات التي تعترض الثورة السورية، حسب تعبيره.
وعقب تلك التصريحات توالت ردود الأفعال حول ما تحدث به الجولاني، وسط محاولة فهم ما المقصود من امتلاكهم أكثر من زر لقلب الطاولة.
تصريحات الجولاني هي عبارة عن رسائل موجّهة إلى بعض الدول الأوروبية وإلى أمريكا بسبب دعمهم لقوات سوريا الديمقراطية، مفادها أننا قادرون على التحرك لضرب قسد في أماكن تمركزها.
من جهته، علّق المعارض السوري محي الدين اللاذقاني على حسابه في فيسبوك على ما تحدث به الجولاني قائلاً، إن “تصريح أبو محمد الجولاني ليس تهديدا فارغا، ولا جعجعة كما قد يعتقد البعض، فالأغلبية تعرف أن أي تنسيق بين شمال غرب سوريا ، وشمال شرقها ينهي نظام بشار الكيماوي خلال أيام”.
في حين توالت ردود الفعل الأخرى بين مؤيد ورافض لتلك التصريحات من رواد منصات التواصل الاجتماعي من السوريين، إذ قال أحدهم “كلام لا غبار عليه، السوريون يحتاجون لمن يرفع معنوياتهم وهو سوري، أفضل من كل الموجودين اليوم في الساحة السورية”.
وطالب آخرون بعدم التقليل من تصريحات الجولاني بالقول “من مجموعات صغيرة قادها أبو محمد الجولاني ببداية الثورة، واليوم أصبح قائداً للمحرر، لا تستهينوا بتلك الشخصية، نعم قادرة على قلب الطاولة”.
وقال الباحث يونس الكريم حول تصريحات الجولاني، بأن “الجولاني يحاول الاستفادة من أخطاء المعارضة حول الملف السوري، وبالتالي أراد إرسال رسائل بأنه على النقيض من كل هذه الأطراف وأنه قادر على مسك زمام الأمور، وبأنه لا يسمح بأي تسوية قادمة على حسابه”.
واعتبر أن “الجولاني يريد التمدد على اعتبار أنه القوة المنظمة وهذا الأمر تم تسريبه منذ العام الماضي رغم أن هذا الأمر قد يفاجئ البعض، وهذا هو سبب تغير سلوك الجولاني من تبني الخطاب الجهادي إلى اليمين المعتدل، حيث لم يعد له أي مشكلة مع الأقليات وبات يمتلك سياسات ليبرالية في عدد من الملفات وخاصة الاقتصادية، إضافة إلى أن لديه حكومة قادرة على مسك زمام الأمور بعكس المناطق الأخرى التي تديرها حكومة أخرى وفصائل متعددة، وبالتالي هذا ما يربك المجتمع الدولي الذي يريد إعادة بناء بنى تحتية للسوريين”.
ومؤخراً، بات يرى مراقبون ومحللون سوريون مهتمون بملف الشمال السوري، أن متزعم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، بات يتعمد الظهور في مقابلاته وخطاباته إلى جانب علم الثورة السورية.