مخاوف فرنسية من تجدد نشاط “الجهاديين” العائدين من سوريا بالتزامن مع دورة الألعاب الأولمبية

سيريا مونيتور – صحافة

كشفت وثيقة مخابراتية سرية أخيراً عن تخوف باريس من مهاجمة “جهاديين فرنسيين”، ينشطون في محافظة إدلب السورية، دورة الألعاب الأولمبية المقررة العام القادم 2024.

وقالت صحيفة “لوموند” إن الوثيقة هي مذكرة مشتركة بين المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي (DGSE)، والمديرية العامة للأمن الداخلي (DGSI) ، ومصنفة على أنها “سرية دفاعية”.

وأشارت الوثيقة إلى خشية باريس من تحرك عناصر من الفصائل الجهادية ذات الغالبية الفرنسية خارج إدلب مع ازدياد الضغط الممارس على المحافظة من قبل النظام السوري وروسيا، وأفادت بأن جهاز المخابرات الفرنسي قسّم هؤلاء الجهاديين إلى 4 مجموعات، مبيّنة مستوى خطورتهم، على النحو التالي:

المجموعة الأولى: تضم فرنسيين انخرطوا كلياً ضمن كيان “هيئة تحرير الشام”، وهم عناصر اندمجوا في المجتمع المحلي بشكل شبه كامل، ويشكل عددهم نحو ثلث مجموع الفرنسيين في إدلب.

وعلى ما يبدو، لا يتموضع عناصر هذه المجموعة على رأس قائمة الخطر الفرنسية، إذ يُنظر إلى تحرير الشام على أنها قادرة على ضبطهم وليس من مصلحتها تحريكهم خارج مناطق سيطرتها، خاصة أنها باتت تعمل بشكل براغماتي وتحرص على “استعادة عذريتها” في أعين الغرب.

المجموعة الثانية: هي الأكبر، بحسب الوثيقة، تضم نحو 50 عنصراً اختاروا أن يعملوا تحت لواء “فرقة الغرباء” الذي أسسه عمر ديابي، ويأتون في مرتبة خطر أعلى من المجموعة الأولى.

المجموعة الثالثة: ليس لها انتماء واضح وتحتل رأس الترتيب من حيث الخطورة وتثير قلق أجهزة المخابرات الفرنسية أكثر من غيرها.

وبحسب الوثيقة فإن غالبية المنتسبين لهذه المجموعة هم عناصر سابقون في تنظيم القاعدة، يبتعدون اليوم عن الأضواء خوفاً من التعرض للقتل أو الاعتقال.

المجموعة الرابعة: تضم نحو 30 سيدة كُنَّ في تنظيم “الدولة” (داعش) ونزحن إلى إدلب مع أطفالهن، بعد الانتكاسات التي تعرض لها التنظيم وحالات الهروب من سجون (قسد) خلال الأعوام الماضية.
تخوف من انتشار “الجهاديين المتشددين”

وأظهرت الوثائق خشية جهاز المخابرات الفرنسي من انتشار هؤلاء الجهاديين في أرجاء العالم وتحديداً من عودتهم إلى فرنسا، “حيث يمكن أن ينفذوا عمليات إرهابية”.

ويزداد التخوف تحديداً مع اقتراب موعد إقامة الألعاب الأولمبية، إذ لا تستبعد المخابرات الفرنسية وقوع هجوم خُطط له في شمال غربي سوريا.

وبحسب الوثائق، يوجد اليوم نحو 220 فرنسياً في شمال غربي سوريا، بينهم نحو 170 تزيد أعمارهم على 13 عاماً.

“الغرباء”.. الفرقة الفرنسية الأبرز ومؤسسها عمر ديابي

“فرقة الغرباء”، المجموعة الثانية التي تحدثت عنها الوثائق السرية، أسسها المدعو “عمر أومسين” (44 عاماً) الذي جاء إلى سوريا قادماً أواخر عام 2012 قادماً من مدينة نيس الساحلية الفرنسية التي كان يعمل فيها في مطعم للوجبات السريعة، وواعظاً عبر الإنترنت.

استقر أومسين حين وصوله إلى سوريا في جبال اللاذقية، وترأس هناك كتيبة “جهادية” تضم في معظمها شبّاناً فرنسيين وأفارقة (معظمهم مِن مدينة نيس الفرنسية)، ويُعتبر بالنسبة لهم بمثابة “الزعيم الروحي”.

وحسب ناشطين، فإن “أومسين” كان يعمل في صفوف “تحرير الشام” قبل أن يعلن استقلال كتيبته تحت اسم “فرقة الغرباء”، التي شاركت إلى جانب فصائل غرفة عمليات “وحرض المؤمنين”، في عدة معارك ضد قوات نظام الأسد شمالي اللاذقية.

وصنّفت الخارجية الأميركية “أومسين” أو المدعو عمر ديابي كـ “إرهابي عالمي” لتزعمه جماعة تضم نحو 50 مقاتلاً أجنبياً في سوريا، وشاركت في “عمليات إرهابية مع تحرير الشام”.

أمّا السلطات الفرنسية فقد وجّهت العديد مِن الاتهامات لـ”أومسين”، أبرزها أنّه “مسؤول عن تجنيد 80 في المئة مِن الجهاديين الذين يتحدثون اللغة الفرنسية ممن ذهبوا إلى سوريا أو العراق”.

Read Previous

بيان الائتلاف الوطني السوري: معاقبة النظام السوري واجب على المجتمع الدولي

Read Next

الصليب الأحمر: ندعو بشكل عاجل إلى وقف القتال والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular