سيريا مونيتور ـ إياس المحمد
دعت مدارس ألمانية أهالي الطلاب إلى تحييد أبنائهم عن الصراع الدائر بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة، في وقت حذّرت فيه السلطات الألمانية من أنها لن تتسامح مع أي محاولات للتظاهر تأييداً لـ “حماس”.
وقال لاجئون سوريون في ألمانيا لموقع “تلفزيون سوريا” إن رسائل وصلتهم من مدارس أبنائهم، تتحدث عن “تأثير الصراع المثير للخلاف على العائلات والطلاب والموظفين”.
وطالبت الرسالة بـ “ضمان بقاء المدارس مكاناً يشعر فيه جميع الطلاب والأسر والموظفين ذوي التوجهات الدينية والسياسية المختلفة بأمان”، داعية الأهالي لتوعية أطفالهم وتنبيههم إلى أن “مقاطع الفيديو والصور العنيفة والمؤلمة” متاحة على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، ويتم مشاركتها عبر الدردشات.
وذكرت الرسالة أن المدرسة “تريد أن تكون مكاناً شاملاً، حيث يشعر دائماً جميع الأطفال والطلاب والموظفين، الذين تأثرت أسرهم، من كلا الجانبين، بالأمان والدعم”.
وأشارت الرسالة إلى أن “هذا الصراع أدى إلى خلق مواقف مرهقة عاطفياً بشكل خاص للأطفال”، لافتة إلى أنه يمكن للطلاب الاتصال بالمختصين الاجتماعيين والنفسيين في المدرسة لمعالجة هذه المسألة.
وقال لاجئ سوري في ألمانيا إن الرسالة وصلت إلى جميع أهالي الطلاب في جميع الصفوف الدراسية’، مضيفاً أن المدرسة سبق أن أرسلت رسالة مشابهة مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأشار المصدر إلى أن في ألمانيا ” إجماعا كاملا على إدانة ما فعلته حماس ودعما إسرائيل”.
حظر الرموز الفلسطينية في برلين
وذكر ناشطون سوريون في المانيا أن مجلس التعليم في العاصمة الألمانية برلين حظر رموز دعم القضية الفلسطينية، وأدرج شعار “الحرية لفلسطين” وارتداء الكوفية والعلم الفلسطيني ضمن “قائمة المحظورات”.
من جانبها، أرسلت وزارة التعليم والشباب والأسرة بمجلس الشيوخ الألماني رسالة إلى جميع المدارس، أمس الجمعة، تنص على أنه “يمكن للمدارس في برلين الآن اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تأييد أو الموافقة على الهجمات ضد إسرائيل”.
وقالت الرسالة إن “أي سلوك توضيحي أو تعبير عن الرأي يمكن فهمه على أنه تأييد أو موافقة على الهجمات ضد إسرائيل، أو دعم المنظمات الإرهابية التي تنفذها، مثل حماس أو حزب الله، يمثل تهديداً للسلام المدرسي في الوضع الحالي، وهو محظور”.
المستشار الألماني: لا تسامح مع “كراهية إسرائيل”
وفي وقت سابق، شدد المستشار الألماني، أولاف شولتس، على أن “أمر إسرائيل لم يكن يوماً أمراً مسلماً به على الإطلاق، وكان لا بد من الدفاع عنه دائماً”، مضيفاً أن إسرائيل “أعلنت حالة الحرب وعليها أن تدافع عن نفسها ضد الإرهاب بكل قوتها، ولها الحق في الدفاع عن نفسها وشعبها”.
وشدد شولتس على ضرورة “الوقوف بقوة وحزم ضد أي شكل من أشكال معاداة السامية وكراهية إسرائيل”، مؤكداً أنه “لا يمكننا أن نتسامح مع محاولات الاحتفال بالهجمات الوحشية على إسرائيل في الشارع، وكل من يشيد بذلك يدوس على الدستور الألماني”.
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين
في سياق ذلك، اعتقلت الشرطة الألمانية عدة أشخاص في شارع العرب وسط برلين، وذلك بعد ترديدهم شعارات متضامنة مع فلسطين ومنددة بالهجوم الإسرائيلي.
وبث ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو للتظاهرات في منطقتي هرمان بلاتس وشارع العرب، وانتشار عناصر الشرطة في المنطقة.
وحذر المتحدث باسم إدارة شرطة درسدن، ماركو لاسكه، من أنه “يجب ألا تكون التجمعات والتظاهرات منصة للتحريض وتبرير الإرهاب والجرائم”، مؤكداً أن قواته “ستتدخل بحزم إذا حدثت مثل هذه الجرائم”.