“مشروع تهجير غزة”: بين مقترحات التأجير .. ورفض مصر القاطع

سيريا مونيتور..

في تطور جديد يعكس الجدل المستمر حول مستقبل قطاع غزة، قدمت عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود، تالي غوتليب، مقترحًا يتعلق بخطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي تهدف إلى تهجير سكان غزة.

وأوضحت غوتليب في تصريحاتها أن الحل الأمثل، من وجهة نظرها، هو أن تقوم الولايات المتحدة باستئجار أراضٍ من مصر لاستيعاب سكان غزة، معتبرة أن هذه الفكرة ستكون حلاً عمليًا. يأتي هذا في الوقت الذي أعاد فيه ترامب طرح رؤيته لنقل سكان غزة إلى دول عربية مجاورة، مثل مصر والأردن، بحجة أن القطاع أصبح غير صالح للحياة.

وفي هذا السياق، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفضه القاطع لمثل هذه المقترحات، مشددًا على أن بلاده لن تشارك في تهجير الفلسطينيين، وأن موقفها من القضية الفلسطينية يستند إلى حل الدولتين. كما أعلنت مصر عن خطتها لإعادة إعمار غزة، بما يضمن بقاء الفلسطينيين على أراضيهم، مؤكدة أن أي حل يجب أن يعالج جذور الصراع وينهي الاحتلال الإسرائيلي.

على صعيد متصل، أعاد محللون مصريون التذكير بمواقف تاريخية مشابهة، حيث ذكر مفيد شهاب، عضو اللجنة القومية لاسترداد طابا، أن الحكومة الإسرائيلية عرضت على الرئيس الراحل أنور السادات استئجار أراضٍ في سيناء، إلا أن الطلب قوبل برفض قاطع. وأضاف اللواء محسن حمدي، رئيس اللجنة العسكرية للإشراف على انسحاب الاحتلال من سيناء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، مناحيم بيجن، طلب استئجار قواعد عسكرية ومطارات ومناطق بترولية، بالإضافة إلى مدينة شرم الشيخ لمدة 90 عامًا، وهو ما رفضه الجانب المصري تمامًا.

ولم تقتصر محاولات التأجير الإسرائيلية على قضايا التهجير، ففي عام 2006 رفضت وزارة الزراعة المصرية طلبًا إسرائيليًا لاستئجار أراضٍ زراعية في سيناء، بهدف زراعة محاصيل وتصديرها إلى أوروبا، وهو ما يعكس استمرارية هذه المحاولات عبر السنوات.

وفيما يتعلق بخطة “صفقة القرن” التي طرحها ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى، نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” معلومات حول مقترح يتضمن استئجار مصر أراضيَ لفلسطين الجديدة من أجل إقامة مطار ومصانع ومشاريع تجارية وزراعية، دون توفير مناطق سكنية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المقترح جزء من وثيقة تم تداولها داخل وزارة الخارجية الإسرائيلية، دون أن تكون موثقة أو موقعة رسميًا.

ومن بين البنود المثيرة للجدل في الوثيقة، ما يتعلق بإمكانية شق طريق سريع يربط غزة بالضفة الغربية، إضافة إلى إقامة خط لنقل المياه المحلاة، وهو ما أثار تساؤلات حول الأبعاد الحقيقية للمقترح الإسرائيلي-الأمريكي.

وفي سياق متصل، عاد ترامب بعد توليه الرئاسة مرة أخرى لطرح فكرة تهجير سكان غزة، مبررًا ذلك بأن القطاع أصبح غير قابل للحياة بسبب الحرب الأخيرة. وأشار إلى أن سكان غزة سيرحبون بهذه الخطة إذا تم توفير ظروف معيشية مناسبة لهم في الدول المضيفة. لكنه في الوقت ذاته، تجاهل المعارضة الشديدة لهذه الفكرة من قبل مصر والأردن، ملوحًا باستخدام نفوذه السياسي للضغط على الدولتين لقبول الخطة.

وعلاوة على ذلك، تحدث ترامب عن مشروع جديد وصفه بـ”ريفيرا الشرق الأوسط”، حيث زعم أن الولايات المتحدة ستحول قطاع غزة إلى منطقة عقارية فاخرة بعد إخلائها من السكان، على أن تتولى إسرائيل مسؤولية الأمن في هذه المنطقة.

في ظل هذه التطورات، يبدو أن الطروحات المتعلقة بمستقبل غزة لا تزال تشكل محورًا رئيسيًا في المناورات السياسية، إلا أن الرفض العربي الرسمي، وعلى رأسه الموقف المصري، يعكس عقبة أساسية أمام تنفيذ مثل هذه المشاريع المثيرة للجدل.

Read Previous

إعلام إسرائيلي: تأثير الإعلام السعودي وحجب الجزيرة في إسرائيل

Read Next

انخفاض مستمر في درجات الحرارة وتأثيرات المنخفض القطبي تتصاعد

Most Popular