سيريا مونيتور
أكد مظلوم عبدي، القائد العام لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في مقابلة مسجّلة، أن قرار رفع العقوبات عن سوريا يُعتبر خطوة إيجابية من شأنها الإسهام في تحسين الوضعين الاقتصادي والسياسي، رغم أن مناطق شمال وشرق سوريا لم تكن مشمولة فعلياً بالعقوبات، وفق تعبيره.
وأشار عبدي إلى أن “قسد” طالما أيّدت رفع العقوبات عن الشعب السوري، لما لها من تأثير مباشر على حياة المواطنين، مشدداً على أهمية هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار وتحسين الظروف المعيشية.
التحول السياسي والدستور الجديد
وعن مستقبل سوريا، رأى عبدي أن البلاد أمام فرصة لبناء نظام جديد يستند إلى اللامركزية والعدالة، ويشمل جميع المكونات السورية ضمن مؤسسات الدولة بعيداً عن الإقصاء. وشدد على ضرورة تجاوز النظام الشمولي، لافتاً إلى أن السوريين عانوا من تجربة قاسية ويجب استخلاص الدروس لبناء دولة تعددية، تحترم التنوّع القومي والديني وتعتبره مصدر قوة.
السلاح والاندماج في العملية السياسية
وحول مستقبل السلاح، أوضح عبدي أن “قسد” لا تزال تواجه تهديدات أمنية على خطوط التماس، وأن التخلي عن السلاح مرهون بتحقيق الاستقرار وضمانات دستورية تحفظ حقوق الكرد وباقي المكونات. وأضاف أن “قسد” جاهزة للانخراط في العملية السياسية حالما تتوفر البيئة المناسبة لذلك.
الاتفاق مع الحكومة السورية
أكد عبدي استمرار الاتفاق الموقع مع الرئيس السوري أحمد الشرع، موضحاً أن الطرفين ملتزمان ببنوده، وقد بدأت لجان مشتركة بالتحضير لاجتماعات تنفيذية لبحث آليات التطبيق. وأشار إلى أن وقف إطلاق النار وضمان الأمن من أبرز التحديات التي تعيق التقدم العملي.
الفيدرالية واللامركزية: معركة مصطلحات
فيما يتعلق بالمصطلحات السياسية، نفى عبدي أن تكون “الفيدرالية” جزءاً من الاتفاق مع الحكومة السورية، موضحاً أن الإدارة الذاتية تطالب بحكم محلي فعّال، بينما تتعامل دمشق بحساسية مع أي مصطلحات يُحتمل أن تُفسَّر كمقدمة للتقسيم أو الانفصال. وعلّق على انتقاد الرئيس الشرع لمؤتمر “وحدة الصف الكردي” واصفاً رد الفعل بأنه ناتج عن “سوء فهم” لمضمون الوثيقة الصادرة.
علاقة “قسد” بتركيا ولقاء أردوغان
قال عبدي إن وقف إطلاق النار مع تركيا لا يزال سارياً منذ أكثر من شهرين، لكنه مشروط ومرتبط بملفات أمنية حساسة، بينها خطوط التماس والمراكز العسكرية. وكشف أن موضوع دمج “قسد” في الجيش السوري مطروح ضمن النقاشات الجارية.
وفي مفاجأة سياسية، أكد عبدي انفتاحه المبدئي على لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذا توفرت الظروف المناسبة، مشدداً على أن “قسد” ليست في حالة حرب مع أنقرة، وأن الحوار لا يزال خياراً مطروحاً.