سيريا مونيتور..
عُثر على جثة قائد الفوج 47 في الحرس الثوري الإيراني، المعروف بـ”أبو عيسى المشهداني”، إلى جانب جثة ابن أخته، وقد تم فصلهما عن جسديهما، وذلك في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، وفقاً لما أفاد به سكان المنطقة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، أن العثور على الجثتين جاء بعد فقدان المشهداني منذ يوم السبت، إذ شوهدت عربته مركونة في منطقة الحزام الأخضر بمدينة دير الزور، دون أي أثر له. ولفت المرصد إلى أن هذه الحادثة تزامنت مع تسوية أمنية كان قد أجراها القتيل لاستعادة قطيع من الأغنام، تمت مصادرته في وقت سابق من قبل الأمن العام.
تاريخ المشهداني ودوره في المنطقة
وفقاً للمعلومات المتداولة، فإن المشهداني كان في السابق أحد عناصر النظام السوري، واشتهر بممارساته القمعية، حيث ارتبط اسمه بعمليات نهب، من بينها سرقة منزل أحد شيوخ البوكمال، بالإضافة إلى ضلوعه في تجارة وترويج المخدرات.
وأشار المرصد إلى أن المشهداني كان متورطاً في قتل عدد من أبناء منطقتي السكرية والبوكمال، كما عُرف ببطشه خلال فترة سيطرة تنظيم “داعش” على المنطقة، حيث كان يشغل منصب أمير ريف البوكمال لصالح التنظيم.
في عام 2016، بدأ المشهداني بالتواصل مع الجماعات الإيرانية وقوات النظام السوري، ونقل معلومات استخباراتية عن مواقع “داعش”، ما ساهم في تعزيز الهجوم الذي قادته قوات النظام بدعم روسي عام 2017، وأسفر عن السيطرة الإيرانية على المنطقة. وبسبب هذه الأفعال، لاحقه التنظيم، لكنه عاد للظهور في البوكمال بعد دخول الحرس الثوري الإيراني إليها، حيث شوهد حينها برفقة القائد السابق لـ”فيلق القدس”، قاسم سليماني.
بالتزامن مع حادثة المشهداني، لقي أحد المطلوبين بتهمة تجارة الأسلحة مصرعه خلال مداهمة نفذتها قوى الأمن الداخلي التابعة لإدارة العمليات العسكرية في مدينة الميادين، شرقي دير الزور.
وأوضح المرصد أن اشتباكات عنيفة اندلعت أثناء تنفيذ العملية، حيث تبادل المطلوب والقوى الأمنية إطلاق النار، ما أدى إلى مقتله على الفور.
رغم أن التفاصيل الدقيقة لعملية تصفية المشهداني ما زالت غير واضحة، إلا أن مراقبين يرون أنها قد تكون جزءاً من تصفية حسابات داخلية بين الفصائل الموالية لإيران أو نتيجة صراع نفوذ داخل الحرس الثوري، خاصة أن المنطقة تشهد تنافساً بين عدة أطراف على إدارة شؤونها الأمنية والاقتصادية.