أعلن النظام السوري عن مقتل 6 أشخاص، بينهم جنديان ومتطوع في “الهلال الأحمر العربي السوري”، وإصابة 12 آخرين، من جراء غارات إسرائيلية استهدفت المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان بريفي حمص وطرطوس.
ونقلت وكالة أنباء النظام السوري “سانا” عن مصدر عسكري قوله إنه “عند الساعة 00:05 بعد منتصف الليل، شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الأراضي اللبنانية مستهدفاً المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان بريف حمص الغربي”.
وأضاف المصدر أن العدوان أسفر عن مقتل 6 أشخاص، بينهم عسكريان والباقي مدنيون، وإصابة 12 آخرين بجروح، بينهم أطفال ونساء وعاملون في “الهلال الأحمر العربي السوري”، فضلاً عن وقوع أضرار مادية كبيرة.
كما أعلنت منظمة “الهلال الأحمر العربي السوري” عن مقتل أحد متطوعيها وإصابة آخرين من جراء الغارات التي استهدفت معبري الدبوسية والعريضة في ريفي حمص وطرطوس، فضلاً عن أضرار أصابت آليات ونقاط عملها.
وشنت المقاتلات الإسرائيلية، فجر اليوم الأربعاء، غارات جوية استهدفت المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة، وذلك قبيل ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” حيز التنفيذ.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية عدة معابر على الحدود بين سوريا ولبنان، بينها العريضة والدبوسية والعبودية وجرماش وجسر قمار (وادي خالد)، إضافة إلى جسرين بمعبري الدبوسية والعبودية.
ونشرت وسائل إعلام لبنانية صوراً ومقاطع فيديو تظهر آثار القصف الذي استهدف معبر العريضة، وهو المعبر الحدودي البري الشاطئي الوحيد بين لبنان وسوريا، حيث دمرت الغارات الإسرائيلية الجسر الرابط بين لبنان وسوريا تدميراً شاملاً وتاماً، وألحقت أضراراً كبيرة بمنشآت المعبر على جانبي الحدود.
وذكرت صحيفة “النهار” اللبنانية أن القصف أسفر عن تحطيم عشرات السيارات والشاحنات والحافلات وأبنية المراكز الأمنية الحدودية عند جانبي الحدود، وبخاصة مركز الأمن العام اللبناني المؤلف من طابقين، والذي تصدع بشكل تام.
كما تسببت الغارات بتضرر عدد من منازل قرية العريضة الملاصقة للمعبر، ومراكب صيد الأسماك عند مرفأ البلدة الصغير عند مصب النهر الكبير بالمتوسط بالقرب من الجسر المدمر.
وفي سياق ذلك، قال وزير النقل اللبناني، علي حمية، إن الغارات الإسرائيلية استهدفت المعابر الحدودية الشمالية للبنان مع سوريا لأول مرة، وفق ما نقلت عنه وكالة “رويترز”.
وأشار الوزير اللبناني إلى أنه لم يتضح على الفور ما إذا كانت الطرق قد قطعت نتيجة للضربات، في حين أدت الغارات الإسرائيلية على المعابر الشرقية للبنان في الأسابيع الأخيرة إلى إغلاق تلك الطرق المؤدية إلى سوريا.
ويأتي استهداف إسرائيل للمعابر الحدودية بين سوريا ولبنان في سياق عملياتها ضد “حزب الله”، وسعيها لقطع خطوط إمداد ومحاور نقل الأسلحة الإيرانية إليه.
ومنذ اندلاع الحرب في لبنان، في 23 أيلول الماضي، استهدف الجيش الإسرائيلي المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا عدة مرات، وتركزت الهجمات على المعابر الواقعة في ريف دمشق وفي منطقة القصير بريف حمص الجنوبي.
وتوجد ستة معابر شرعية تربط بين سوريا ولبنان، هي: معبر جديدة يابوس والدبوسية وجوسية وتلكلخ ومطربا والعريضة، في حين يوجد نحو 17 معبراً غير شرعي بين البلدين، تسيطر عليها ميليشيات من الجانبين.