سيريا مونينور – دمشق
كشفت منصة “إيكاد” عبر تحقيق استقصائي موسّع، عن شبكة سرية من فلول نظام الأسد السابق، لا تزال تعمل في الخفاء وتلعب دورًا أساسيًا في التصعيد العسكري الأخير في الساحل السوري، مستهدفة قوات الأمن العام التابعة للحكومة السورية الجديدة.
بحسب التحقيق، يقود هذه الشبكة مجموعة من المقاتلين السابقين في ميليشيات مرتبطة بالنظام السابق، أبرزهم بسام حسام الدين، الذي كان قائدًا لكتيبة “أسود الجبل” التابعة للفرقة 25 بقيادة سهيل الحسن. ويُعرف عن هذه الكتيبة تورطها في عمليات قمع وارتكاب جرائم ضد المدنيين خلال فترة حكم الأسد. وقد قُتل حسام الدين مؤخرًا أثناء تحرير عناصر من قوات الأمن العام في عملية أمنية ناجحة.
وتشير البيانات التي حللتها “إيكاد” إلى أن الهجمات الأخيرة في مناطق جبلة، ريف اللاذقية، وطرطوس لم تكن مجرد اضطرابات أمنية عشوائية، بل جاءت ضمن مخطط منظم يستهدف زعزعة الاستقرار. وقد استخدمت المنصة تقنيات التتبع الجغرافي وتحليل البيانات المفتوحة، مما مكّنها من رصد مقاطع فيديو وصور تُظهر عناصر الشبكة وهم يستعدون لتنفيذ عمليات مسلحة ضد القوات الحكومية.
أسماء بارزة في الشبكة
ظهر في التحقيق اسم جعفر سعيد، الذي كان أحد القادة الميدانيين ضمن مجموعة بسام حسام الدين، وقُتل في يناير الماضي خلال عملية أمنية لتحرير مختطفين من قوات الأمن العام. كما تبيّن أن شقيقه، حافظ سعيد، لا يزال ينشط ضمن التنظيم، ويستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر خطابات تحريضية وحشد مزيد من المقاتلين.
إعادة تنظيم واستغلال التكنولوجيا
أكد التحقيق أن هذه الشبكة لم تتفكك بالكامل بعد سقوط نظام الأسد، بل أعادت ترتيب صفوفها واستمرت في استغلال وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للتجنيد ونشر التهديدات. وتم تحديد عشرات الحسابات المرتبطة بهذه الشبكة، والتي وثّقت تفاعلها مع الهجمات الأخيرة، مما يعزز فرضية أن هذه العمليات جزء من تحرك عسكري منسق يستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة.
وأعلنت “إيكاد” أنها ستكشف في الجزء الثاني من تحقيقها عن مزيد من التفاصيل حول البنية التنظيمية لهذه الشبكة، وحجم انتشارها، والجهات التي تدعم تحركاتها، بالإضافة إلى خططها المستقبلية.
يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة الأجهزة الأمنية على تفكيك هذه الشبكة بالكامل ومنع محاولاتها المستمرة لخلق الفوضى وتهديد أمن واستقرار سوريا.
