سماع دوي انفجار في منطقة البحدلية بالقرب من السيدة زينب في دمشق
من المسؤول عن حرق الأراصي الزراعية في ريف دير الزور؟ وما علاقة “الزكاة” التي تفرضها داعش؟
اندلع حريق وصف بـ “الضخم” في أرض زراعية ببلدة أبو خشب بريف ديرالزور الشمالي الذي تسيطر عليه قوات قسد، ما تسبب بأضرار بالغة في محصول القمح بالرغم من محاولات الأهالي إخماده بالطرق البدائية، وسط غياب تام لسيارات الإطفاء والدفاع المدني التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، بالتزامن مع حريق آخر اندلع في أرض زراعية في قرية “الشعفة” على الحدود السورية العراقية حيث تسبب أيضا باحتراق معظم محصول القمح.
عودة ظاهرة حرق المحاصيل الزراعية إلى الواجهة أثار حالة من الخوف والقلق لدى الأهالي وبالذات مع بدء موسم حصاد القمح والشعير في المنطقة، إذ تعد هذه المحاصيل هي مصدر الدخل الوحيد والأساسي لعدد كبير من العائلات في ريف ديرالزور، كما تعتمد المنطقة على هذه المحاصيل في تأمين الدقيق وباقي مشتقات القمح بعد الأزمة الكبيرة التي يعاني منها العالم نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
ووجه الأهالي تهمة حرق المحاصيل الزراعية إلى خلايا تنظيم داعش التي تنشط في المنطقة، وذلك بعد إرسال الاخيرة العديد من التهديدات إلى أصحاب الأراضي الزراعية والفلاحين بضرورة دفع “الزكاة” لهم قبل بدء عملية الحصاد مقابل عدم قيامهم بإحراق المحصول بشكل كامل، وهو ما رفضه عدد كبير من الفلاحين وبالذات مع تراجع نشاط التنظيم في المنطقة عقب اعتقال عدد كبير من عناصره وقياداته وتجفيف مصادر تمويله.
أما المتهم الثاني بجريمة حرق المحاصيل الزراعية فهي خلايا النظام والميليشيات الإيرانية التي تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة وخلق حالة من الفوضى بين الأهالي، وهو ما يحاول الأهالي منعه من خلال عدة تدابير وقائية بدؤوا بالعمل بها مؤخراً لحماية محاصيل القمح والشعير والقطن.
حيث أنشأ عدد من الشباب في قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي والغربي مجموعات مسلحة محلية مهمتها “حماية الأراضي الزراعية أثناء فترة الحصاد وفي الليل ومنع أي شخص من الاقتراب منها”، وذلك عبر تسيير دورية راجلة وعل الدراجات النارية واعتقال أي شخص يحاول حرق محاصيلهم الزراعية وتسليمه إلى “قسد”.
وكان تنظيم داعش، وعلى مدار السنوات التي عقبت انسحابه من المنطقة، قد استهدف المحاصيل الزراعية في معظم مدن وبلدات شمال شرق سوريا التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” لرفض أصحابها دفع الزكاة للتنظيم، فيما اضطر عدد كبير من الأهالي والفلاحين لدفع مبالغ مالية وصفت بـ “الضخمة” لعناصر داعش لمنعهم من إحراق أراضيهم وخسارتهم كامل المحصول الذي يعد مصدر دخلهم الوحيد طوال العام.