في خطاب متلفز، مساء السبت 15 مايو/أيار 2021، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل ستواصل قصف غزة طالما تقتضي الضرورة ذلك، وإنها ستبذل قصارى جهدها لتجنب سقوط قتلى من المدنيين.
إذ اتهم نتنياهو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ببدء الأعمال العدائية المستمرة منذ نحو أسبوع، بإطلاق صواريخ على إسرائيل. وقال إن “الطرف الذي يتحمل المسؤولية عن هذه المواجهة ليس نحن، بل من يهاجمنا… ما زلنا في وسط هذه العملية ولم تنتهِ بعد، وستستمر هذه العملية طالما تقتضي الضرورة ذلك”.
نتنياهو يمارس الكذب
نتنياهو الذي مارس الكذب علناً في خطابه المتلفز، قال أيضاً: “عكس حماس، التي تنوي عن عمد، إيذاء المدنيين بالاختباء خلفهم، فإننا نفعل كل ما في وسعنا… لتجنب أو الحد من الإضرار بالمدنيين قدر الإمكان، وضرب الإرهابيين مباشرة بدلاً من ذلك”.
يأتي تصريح نتنياهو، في الوقت الذي تظاهر فيه نحو 300 إسرائيلي، السبت، بمدينة تل أبيب؛ للضغط على حكومة بلادهم لوقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بحسب إعلام عبري.
حيث ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن المتظاهرين طالبوا بوقف فوري لإطلاق النار مع حركة “حماس”.
فيما نظم الاحتجاجَ منظمةُ “نقف معاً” الإسرائيلية اليسارية في تل أبيب، للضغط على حكومة بلادهم لوقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في غزة.
شن عدوان على غزة
يُذكر أنه ومنذ الإثنين، تشن إسرائيل عدواناً بالطائرات والمدافع على الفلسطينيين في قطاع غزة، أسفر عن 145 شهيداً، بينهم 41 طفلاً و23 سيدة، و1100 إصابة بجراح متفاوتة، بحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية.
كما استشهد 15 فلسطينياً في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين بالضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى مئات من الجرحى.
فيما قُتل منذ الإثنين، 10 إسرائيليين، وأصيب المئات، خلال قصف الفصائل الفلسطينية صواريخ من قطاع غزة، باتجاه عدة مناطق في إسرائيل.
أساس الصراع
من جانبه قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، السبت، إنه “تمت اليوم إزالة الفواصل الجغرافية داخل فلسطين التاريخية، وفلسطين كلها منتفضة”.
جاء ذلك في كلمة له خلال فعالية تضامنية مع القدس وفلسطين بالعاصمة القطرية الدوحة.
شدد هنية على أن “الملحمة البطولية الدائرة على أرض فلسطين تسجل حقائق، أهمها أن أساس الصراع ومحوره مع العدو هو القدس والأقصى”. وقال: “حذَّرنا العدو (الإسرائيلي) مراراً، من مغبَّة المساس بالمسجد الأقصى؛ فهو قِبلتنا وهويتنا وعقيدتنا ومُفجر ثوراتنا، وهو خط أحمر”.
أشار هنية إلى أن “المحتل الذي سعى لتغيير معالم القدس والأقصى واجه شعباً جباراً في كل مناطق فلسطين”، مؤكداً أنه “لن يهدأ لنا بالٌ حتى نحرر القدس والمسجد الأقصى، وهذا الجيل قادر على ذلك”.
تابع: “غزة، المحاصرة منذ 15 عاماً، هي التي تفرض اليوم حظراً للتجول بمدن العدو”، في إشارة إلى الصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية بالقطاع تجاه المدن الإسرائيلية رداً على العدوان.
في حين تفجرت الأوضاع بالأراضي الفلسطينية كافة، من جرّاء اعتداءات “وحشية” ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان 2021، في القدس، خاصةً منطقة باب العامود والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من قاطنيها لصالح مستوطنين.