سيريا مونيتور..
بدأ رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بتقديم مقترحات غير تقليدية بعد أن طرح الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، فكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن وتحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”. في خطوة جديدة، اقترح نتنياهو إنشاء دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، وهو طرح يعتبر الأول من نوعه، حيث كانت الطروحات السابقة تستهدف مصر والأردن بشكل أساسي، مما أثار تساؤلات حول جدية تصريحاته.
جاءت هذه التصريحات في رد على المطالبة السعودية المتكررة بإقامة دولة فلسطينية قبل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما يعتبره نتنياهو خطًا أحمر. فقد تعهد مرارًا بعدم قيام دولة فلسطينية، معتبرًا إياها تهديدًا لإسرائيل، في حين يطالب المجتمع الدولي والدول العربية بحل الدولتين كسبيل لإنهاء الصراع في المنطقة.
لماذا السعودية؟
قال نتنياهو إن السعودية تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي التي لن تواجه مشكلة في استيعاب دولة فلسطينية ضمن حدودها. كما أشار إلى أن السعودية، على عكس مصر والأردن، تتمتع باقتصاد قوي لن يضيق بالفلسطينيين، وهو أمر يتوافق مع رؤية ترامب ونتنياهو.
وبحسب خبير الخرائط والاستيطان خليل التفكجي، فقد خسر الفلسطينيون حوالي 96% من أراضيهم قبل عام 1948 لصالح إسرائيل، ويحتفظون حاليًا بـ 4% فقط من أراضيهم التاريخية. أما القيادة الفلسطينية، الممثلة بالسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، فموافقة على إقامة دولة فلسطينية في غزة (360 كم²) والضفة الغربية (5660 كم²)، إلا أن نتنياهو يرفض بشكل قاطع قيام دولة فلسطينية مهما كان حجمها.
كما أن السعودية، بحسب نتنياهو، تعتبر أبعد من الأردن ومصر عن فلسطين، ما يجعلها خيارًا غير مهدد لإسرائيل إذا تم إقامة دولة فلسطينية هناك.
هونغ كونغ فلسطينية؟
على عكس الطروحات السابقة الخاصة بإعادة توطين الفلسطينيين في غزة أو مصر مع الاحتفاظ بجنسياتهم الفلسطينية أو منحهم جنسيات جديدة، اقترح نتنياهو إقامة “دولة فلسطينية” في السعودية. لم يوضح إذا كان يقصد أن تكون الدولة الفلسطينية الخليجية الجديدة مستقلة، أو على شاكلة هونغ كونغ في الصين.
وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث قال إن إسرائيل لن تعارض إقامة دولة فلسطينية في أراض يتم تخصيصها في إحدى الدول العربية، مشيرًا إلى أن هذا لا يتعين أن يكون في دولة معينة، مما يفتح المجال للعديد من الخيارات من الخليج إلى المغرب العربي.
ورغم أن السعودية لم تعلق علنًا على مقترح نتنياهو، إلا أن المملكة أكدت موقفها الثابت، والذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة قبل أي تطبيع مع إسرائيل. وقال مصدر دبلوماسي غربي إن الحديث عن اختراق في مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل ليس دقيقًا، مشيرًا إلى أن بعض الأنباء المنشورة في وسائل الإعلام الإسرائيلية قد تكون موجهة لأهداف سياسية، وأن السعودية تظل متمسكة بشرط إقامة دولة فلسطينية مستقلة قبل أي تطبيع.
