عمران عبدالله
لم يحصل الأدباء والكتاب العرب على جوائز عالمية كثيرة؛ فبينما فاز 29 أديبا يكتب بالإنجليزية بنوبل، و15 أديبا بالفرنسية، و11 بالإسبانية، جاء نصيب كتاب لغة الضاد مرة وحيدة فقط، وكذلك جائزة وحيدة لكل من جائزة بوليتزر والبوكر مان البريطانية.
لكن العديد من الأدباء العرب ترشحوا لجوائز أدبية عالمية بما في ذلك جائزة نوبل التي ترشح لها عدة أدباء عرب من مصر وسوريا والمغرب، في حين وصل عدد من الأدباء العرب للقائمة الطويلة لجوائز العام الماضي 2019، وبينها “جائزة الكتب الوطنية الأميركية” وجائزة “نيوستاد الدولية للأدب”.
نوبل فائز وحيد
وحده الأديب والروائي المصري نجيب محفوظ من حصل على نوبل للآداب من بين الأسماء العربية التي رشحت للجائزة الدولية؛ وجرى ترشيح الروائي توفيق الحكيم في السبعينيات، في حين ترشح طه حسين أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، وكان أول عربي مرشح في تاريخ الجائزة، وترددت معلومات غير مؤكدة عن ترشيح الأديب يوسف إدريس والكاتب أنيس منصور، لكن بيانات الأكاديمية السويدية التي كشفت عن الأسماء المرشحة لجائزة نوبل للآداب منذ انطلاقها عام 1901 وحتى عام 1969 أي قبل خمسين عاما على سنة الترشح للجائزة لا تظهر هذه الأسماء بشكل مؤكد.
|
وحسب أرشيف جائزة نوبل، فقد جرى ترشيح عميد الأدب العربي طه حسين في الأعوام 1949، 1950، 1952، 1965، وقد يكون حسين ترشح مجددا للجائزة في أعوام أخرى أيضا قبل وفاته في السبعينيات، لكن لم يعلن رسميا عن ذلك بعد.
ويتردد كذلك ترشح الشاعر السوري أحمد سعيد أسبر (أدونيس) عدة مرات، آخرها في 2018، والفيلسوف والروائي والشاعر المغربي محمد عزيز الحبابي المتوفى عام 1993، لكن لا تتوفر تأكيدات رسمية حتى الآن.
ونال نجيب محفوظ -المعروف بأدبه الواقعي- الجائزة عام 1988 عندما كان يبلغ من العمر 76 عاما، وبينما كان يسير كعادته لشراء صحف الصباح وهو في طريقه إلى مكتبه فوجئ بخبر حصوله على جائزة نوبل، وهو ما غيّر حياته وأكسبه شهرة عالمية، وقالت اللجنة إن محفوظ قدم خدمة كبيرة للإنسانية من خلال أعماله الأدبية.
|
بوليتزر وحيدة
في العام 2017 فاز الروائي والشاعر الليبي هشام مطر بجائزة بوليتزر عن روايته “العودة” (The Return)، وهي سيرة ذاتية للمؤلف باللغة الإنجليزية يتناول فيها حياته، خاصة عودته إلى ليبيا بعد ثلاثين عاما قضاها في الخارج بسبب خلاف والده مع نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
وأعلن مدير الجائزة مايك برايد فوز مطر في فرع “السيرة أو السيرة الذاتية” عن الرواية الصادرة عن دار نشر راندوم هاوس، وجاء في مسوغات منح الجائزة أن الرواية تقدم “مرثاة للوطن والأب بضمير المتكلم، وتفحص بمشاعر محكومة الماضي والحاضر في منطقة مأزومة”.
وتعد جائزة بوليتزر من أبرز الجوائز الدولية التي تقدمها سنويا جامعة كولومبيا في نيويورك بالولايات المتحدة في مجالات الأدب والموسيقى والصحافة.
ولد مطر عام 1970 في مدينة نيويورك لأبوين ليبيين، وقضى طفولته بين طرابلس والقاهرة، وفازت أولى رواياته “في بلد الرجال” عام 2006 بست جوائز دولية، وترجمت إلى 28 لغة.
واختيرت روايته الثانية “تشريح اختفاء” في 2011 من بين أفضل الكتب في العام، في استطلاع مجلتي الغارديان وشيكاغو تريبيون.
البوكر مان
فازت الروائية العمانية جوخة الحارثي بجائزة “مان بوكر” البريطانية لعام 2019 عن روايتها “سيدات القمر” التي تصف مرحلة مهمة من تاريخ سلطنة عُمان، لتكون بذلك أول شخصية عربية تفوز بهذه الجائزة التي تنافست عليها هذا العام ستة أعمال مترجمة إلى اللغة الإنجليزية.
وتقاسمت جوخة (41 عاما) الجائزة التي تبلغ قيمتها خمسين ألف جنيه إسترليني (نحو 63.5 ألف دولار) مع الأكاديمية الأميركية مارلين بوث، التي ترجمت الرواية من العربية إلى الإنجليزية.
وعن العمل الفائز، قالت رئيسة لجنة التحكيم المؤرخة والكاتبة البريطانية بيتاني هيوز إنه “عمل استحوذ على القلوب والعقول على حد سواء ويستحق التأمل”، مضيفة أن الترجمة كانت أيضا دقيقة وثرية لغويا لتمزج في إيقاعها بين الشعر واللغة الدارجة.
وفي حوار سابق مع الجزيرة نت، تمنت الحارثي أن يكون فوزها بالجائزة دافعا للأمل لكل الروائيين العرب، لأن الأدب العربي يستحق وجدير بأن يقرأ وأن يعرف وأن يثق الكتاب بأنفسهم وقدرة أدبهم على المنافسة عالميا، وأكدت أنها لا تشك في أن الأدب العربي قد انتقل للعالمية.
جوائز أخرى
تأسست جائزة الكتاب الوطنية الأميركية عام 1936 لأول مرة من قبل اتحاد باعة الكتب الأميركيين، لكن الاتحاد انهار في أحداث الحرب العالمية الثانية، وأعيد إطلاق الجائزة مرة أخرى عام 1950 قبل أن تتأسس منظمة الكتاب الوطنية غير الربحية عام 1988 لترعى الجائزة، وتتمثل مهمتها في الاحتفال بأفضل أدب أميركي، وتوسيع نطاق جمهورها، وضمان أن تكون للكتب مكانة بارزة في الثقافة الأميركية.
وضمن ترشيحات فئة الأدب المترجم تصدر الروائي السوري خالد خليفة قائمة الأسماء النهائية الطويلة لعام 2019 عن روايته “الموت عمل شاق” التي ترجمها من العربية ليري برايس، ويروي فيها حكاية الموت في سوريا، منطلقا من وصية أب لابنه تتحول لعالم سردي كامل يدور في زمن الحرب والصراع، ولم يفز أي عمل عربي أو مترجم عن العربية بالجائزة الأميركية من قبل.
وشملت قائمة التصفيات النهائية لجائزة “نيوستاد” الدولية للأدب لعام 2020 اسمين عربيين: الروائية الفلسطينية سحر خليفة عن روايتها “الصبار” التي تجري أحداثها في الضفة الغربية، وتحكي عن يوميات عائلة فلسطينية في نابلس ومعاناتها مع وحشية الاحتلال، والروائي المغربي الشهير عبد اللطيف اللعبي الذي فاز أيضا بالجائزة الكبرى الفرانكفونية التي تمنحها أكاديمية اللغة الفرنسية عام 2011.
وضمت القائمة الطويلة لجائزة البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير الأدبية لعام 2019 عملين عربيين: رواية “اسمي آدم” لإلياس خوري من ترجمة همفري ديفيز، ورواية “قصص شاتيلا” التي تضم تسع قصص جمعت في أعقاب ورشة للكتابة عن تجربة المخيم والمذبحة الدموية، كما انضمت رواية “تخاصم الصور” لعبد الفتاح كيليطو للقائمة كسرد مغربي ذي تعبير فرنسي.
وفازت رواية “اللوز المر” للكاتبة الفلسطينية ليلاس طه، والصادرة باللغة الإنجليزية عن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر في قطر، بجائزة الكتاب الدولي الأميركية لعام 2017 عن فئة “الأعمال الأدبية المتعددة الثقافات”.