سيريا مونيتور..
تواصل روسيا مباحثاتها مع الإدارة السورية الجديدة بشأن استمرار وجودها العسكري في سوريا، وفق ما أكدته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا. وأوضحت زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي في موسكو يوم الجمعة الماضي، أن الاتصالات مع الجانب السوري تهدف إلى تحديد مجالات التعاون الثنائي في المرحلة الحالية، مشيرةً إلى أن موسكو ملتزمة بتطوير العلاقات الثنائية مع دمشق في مختلف المجالات.
وفي سياق متصل، تحتفظ روسيا بوجود عسكري في سوريا عبر قاعدتين رئيسيتين: الأولى هي المركز اللوجستي للبحرية الروسية في طرطوس، الذي تم إنشاؤه بموجب اتفاقية ثنائية عام 1971، والثانية هي قاعدة حميميم الجوية بالقرب من مدينة جبلة، التي أُنشئت في أيلول عام 2015 لدعم نظام بشار الأسد. ومع سقوط النظام السابق، بدأت القوات الروسية في تقليص انتشارها داخل الأراضي السورية، متمركزة في القاعدتين المذكورتين.
من جهته، أكد الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، أن العلاقة بين روسيا وسوريا تعد “استراتيجية وطويلة الأمد”، مشيرًا إلى صعوبة إنهائها بالسرعة التي يطالب بها بعض الأطراف. كما شدد على أهمية التعاون مع موسكو في هذه المرحلة الانتقالية.
وفي سياق آخر، أعلنت الرئاسة السورية أن الرئيس أحمد الشرع تلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الأربعاء الفائت، حيث هنّأه بتوليه رئاسة سوريا. وأكد الشرع خلال الاتصال على أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين بما يخدم مصالح الشعب السوري ويعزز الأمن والاستقرار.
وأفاد بيان الرئاسة السورية بأن الرئيسين تبادلا وجهات النظر حول الوضع السياسي الحالي وخريطة الطريق لبناء سوريا الجديدة. من جانبه، أكد بوتين دعم بلاده لوحدة الأراضي السورية وسيادتها، كما أعرب عن استعداده لإعادة النظر في الاتفاقيات التي وُقّعت مع النظام السابق. إضافةً إلى ذلك، شدد الرئيس الروسي على ضرورة رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، موجّهًا دعوة رسمية لوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، لزيارة موسكو.
يُذكر أن هذا الاتصال يعد الأول من نوعه بين الرئيسين بعد سقوط نظام بشار الأسد، الذي كانت موسكو تُعد أحد أبرز داعميه، مما يشير إلى استمرار التنسيق بين الجانبين في ظل المتغيرات الجديدة على الساحة السورية.