“واشنطن بوست” تكشف تفاصيل جديدة عن عملية “البيجر” وتنصّت إسرائيل على “حزب الله”

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، اليوم الأحد، عن تفاصيل جديدة حول صفقة أجهزة الاتصالات اللاسلكية المعروفة بـ”البيجر”، التي استهدفت إسرائيل من خلالها آلاف العناصر من “حزب الله” في لبنان ، إضافة إلى معلومات تتعلق بتنصت إسرائيل على الحزب على مدار سنوات.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم بعنوان “عملية النداء (بيجر) للموساد: اختراق إسرائيل لحزب الله من الداخل”، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) خطط لعملية تفجير أجهزة النداء الخاصة بحزب الله عام 2022.

ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين أن أجهزة النداء التابعة لحزب الله صنعت في إسرائيل وتحت إشراف الموساد، وشارك فيها مجموعة من العملاء في بلدان متعدّدة، مشيرة إلى أن المتفجرات أخفيت في أجهزة النداء بشكل دقيق لتفادي رصدها حتى لو فككت.

 

وأضافت الصحيفة أن “جهاز النداء AR924 كان كبير الحجم إلى حد ما، لكنه قوي للغاية ومصمم لتحمل الظروف الصعبة في ساحة المعركة، حيث يتميز الجهاز بتصميم تايواني مقاوم للماء وببطارية تدوم لأشهر دون الحاجة إلى شحن، والأهم أنه لم يكن هناك خطر من تعقبه بواسطة الاستخبارات الإسرائيلية، وهذا ما دفع قادة “حزب الله” للإعجاب به وشراء 5000 جهاز وتوزيعها على المقاتلين من المستويات المتوسطة وأفراد الدعم في شباط/فبراير”.

وأشارت الصحيفة إلى “أن المستخدمين لم يتوقعوا أن هذه الأجهزة كانت في الواقع قنابل إسرائيلية ذكية. وحتى بعد انفجار آلاف الأجهزة في لبنان وسوريا، أدرك قلة منهم الخطر الحقيقي الكامن فيها: نظام فك التشفير المكون من خطوتين، الذي كان يجبر المستخدمين على الإمساك بالجهاز بكلتا أيديهم لحظة انفجاره”.

وأوضحت الصحيفة أنّه تم تجميع هذه الرواية، بما في ذلك العديد من التفاصيل الجديدة عن العملية، من مقابلات مع مسؤولين أمنيين وسياسيين ودبلوماسيين إسرائيليين وعرب وأميركيين مطّلعين على الأحداث، بالإضافة إلى مسؤولين لبنانيين وأشخاص مقرّبين من “حزب الله”.

 

أفادت الصحيفة أن جهاز الموساد الإسرائيلي عمل لسنوات على اختراق “حزب الله” من خلال المراقبة الإلكترونية والمخبرين. ومع مرور الوقت، أدرك قادة “حزب الله” أن التنظيم أصبح معرضا للتجسس الإسرائيلي والقرصنة، مما أثار مخاوفهم من أن تتحول الهواتف المحمولة العادية إلى أدوات للتنصت والتتبع التي تتحكم بها إسرائيل.

وفقًا للمسؤولين، نشأت فكرة تطوير وسيلة اتصال تشبه “حصان طروادة”، حيث كان “حزب الله” يسعى إلى تأمين شبكات اتصالات آمنة ومقاومة للاختراق، حيث استغل الموساد هذه الفرصة وصمم أجهزة اتصالات تبدو مثالية لهذا الغرض، وتم تصنيعها وتجميعها في إسرائيل خصيصًا لتنفيذ هذا المخطط.

وفيما يتعلق بأجهزة الاتصال اللاسلكي المفخخة، نقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين أن الموساد بدأ إدخالها إلى لبنان عام 2015، مشيرة إلى أن بطارياتها كانت كبيرة وبها متفجرات ونظام لرصد الاتصالات.

وأكدت الصحيفة أن الإسرائيليين تنصتوا على اتصالات حزب الله عبر اللاسلكي 9 سنوات واحتفظوا بخيار تحويلها إلى قنابل في أزمة مستقبلية.

وذكرت الصحيفة أن صفقة أجهزة النداء عرضت على حزب الله من قبل مسؤولة تسويق في عام 2023، حيث بدأت المجموعة تتلقى طلبات لشراء كميات كبيرة من أجهزة الاتصال اللاسلكي التابعة للعلامة التجارية التايوانية “أبولو”، وهي علامة تجارية معروفة تُوزع منتجاتها على نطاق عالمي ولا تربطها أي صلات واضحة مع المصالح الإسرائيلية أو اليهودية.

ووفقاً للمسؤولين، فإن الشركة التايوانية لم تكن على علم بالمخطط الذي أعده الموساد.
وقالت الصحفية إن المتفجرات أخفيت في أجهزة النداء بشكل دقيق لتفادي رصدها حتى لو فككت، ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن “حزب الله” فكّك بعض أجهزة النداء وربما قام بفحصها بالأشعة السينية.
وأشارت إلى أن قراءة الرسائل في أجهزة النداء كانت تتطلب الضغط على زرين ما يعني استخدام اليدين في آن واحد.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين أن معظم كبار المسؤولين الإسرائيليين لم يكونوا على دراية بهذه العملية حتى 12 أيلول/سبتمبر، حين استدعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستشاريه الاستخباريين لعقد اجتماع لمناقشة التحرك المحتمل ضد “حزب الله”.

وخلال الاجتماع، الذي عُقد ملخصه بعد أسابيع، قدم مسؤولو الموساد لمحة عن واحدة من أكثر عمليات الوكالة سرية. في ذلك الوقت، كانت أجهزة الاتصال المفخخة قد وُضعت بالفعل في أيدي وجيوب الآلاف من مقاتلي “حزب الله”.

وقالت الصحيفة إن نقاشاً حاداً دار داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، حيث كان الجميع، بمن فيهم نتنياهو، مدركين أن تفجير آلاف أجهزة الاتصال قد يوجه ضربة كبيرة لـ”حزب الله”، لكنه قد يستدعي أيضاً رد فعل عنيف، بما في ذلك هجمات صاروخية انتقامية من قادة الحزب الناجين، مع احتمال دخول إيران على خط المواجهة.

وفي الشهر الفائت، شهد لبنان انفجار المئات من أجهزة الاتصال اللاسلكي التي كان يحملها مقاتلون من حزب الله، وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 39 شخصاً وإصابة أكثر من 3000 شخص.

واتهم لبنان وحزب الله إسرائيل بالوقوف وراء هذه الهجمات، لكن تل أبيب لم تنفِ أو تؤكد مسؤوليتها عنها، والتزم مسؤولوها الصمت كما هو الحال تجاه معظم العمليات التي تنفذها ضد إيران وحزب الله.

Read Previous

مقتل وإصابة 10 جنود إسرائيليين في تفجير منزل شمالي قطاع غزة

Read Next

النظام يتهم الولايات المتحدة بالمشاركة في الهجمات الإسرائيلية على سوريا

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular