سيريا مونيتور
نفى وزير الإعلام والثقافة السابق في الحكومة الأردنية، سميح المعايطة، عزم الأردن إنشاء منطقة آمنة داخل الأراضي السورية، مؤكّداً فشل المبادرة العربية للحل في سوريا بسبب تعنّت نظام الأسد وعدم التزامه بشروطها.
جاء ذلك في حوار خاص مع الوزير الأردني السابق، تناول ما تمّ تداوله مؤخراً عن إمكانية إنشاء الأردن منطقة آمنة في عمق الأراضي السورية، وقضية المعبر والمعوقات الرئيسة التي تواجهه، ومصير المبادرة العربية مع النظام السوري، وخيارات الأردن لمواجهة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية الأردنية.
نفي إنشاء منطقة آمنة ومعبر حدودي مع سوريا
وقال المعايطة إن “الأردن يرفض دائماً فكرة الدخول في الأراضي السورية حتى في ذروة الأزمة هناك، وكان يسعى إلى البحث عن حلول أخرى إضافة إلى تعامله الحازم في حماية حدوده”، مضيفاً: “لم يطرأ أي تغيير على موقف الأردن في ظل المعطيات الحالية”.
وفي تعليقه على نبأ افتتاح معبر اقتصادي بين سوريا والأردن من جهة السويداء وتولّي جهات محلية من الجانب السوري الإشراف على ذلك المعبر؛ أكّد المعايطة بأن فكرة المعبر “غير مطروحة في الأردن، ولم يتم تداول أي شيء رسمي حوله”. وأوضح أن بلاده “تفضل التعامل مع جهات رسمية لأن المعابر تحتاج إلى جهات رسمية أمنية، للرقابة على البضائع والجمارك وغيرها من الإجراءات”.
فشل المبادرة العربية ومواصلة تهريب المخدرات
وبشأن مبادرة “خطوة بخطوة” العربية لإيجاد مخرج للأزمة السورية، والتي طُرحت في اجتماع عمّان بالأردن في وقت سابق من هذه السنة وشهدت عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية؛ قال المعايطة: “المبادرة وصلت إلى طريق مسدود بسبب عدم استجابة النظام السوري لمتطلباتها وتعامله الإيجابي الشكلي معها”، وخاصة فيما يتعلّق بقضية تهريب المخدرات.
وأضاف: “الآن بعد العدوان على غزة، لم يعد هناك اهتمام بهذه المبادرة أو محاولة لإنقاذها”.
وأشار المعايطة إلى أنه بالرغم من وجود تعاون بين الجانب الأردني وبعض الجهات العسكرية السورية، وما وصفه بالحديث السياسي الإيجابي، إلا أن ذلك “لم يوقف محاولات تهريب المخدرات التي هي في حقيقتها محاولات أمنية لزعزة استقرار الاردن وبدوافع سياسية من جهات معلومة”، وفق تعبيره.
وقال إن الإصرار والاستمرار في عمليات التهريب من سوريا إلى الأردن، “رغم حزم الجيش الاردني في الرد، له عدة أهداف من بينها استنزاف الأردن عبر تتابع المحاولات، ولكن الأردن من خلال الجيش والأجهزة الأمنية مستمرة في تعاملها الحازم والذهاب إلى أي مسار يحفظ أمنها”.