سيريا مونيتور..
أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال مقابلة تلفزيونية على قناة “صدى البلد”، أن الدول العربية تواجه شواغل كبيرة بشأن الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد. ولفت إلى أن هذه الشواغل تتمحور حول إطلاق عملية سياسية شاملة وضمان استقرار سوريا بعيداً عن مخاطر الإرهاب والتقسيم.
أوضح عبد العاطي أن الأولوية تكمن في إطلاق عملية سياسية تضم كافة أطياف المجتمع السوري، دون إقصاء أي طرف، مع توفير الحماية للأقليات بما يعكس التنوع المجتمعي. وأضاف أن المعارضة السياسية السورية التي التزمت بمسار سلمي منذ عام 2011 يجب أن تكون جزءاً أساسياً من هذه العملية.
وشدد على أنه لا يمكن السماح لمن يحمل السلاح بفرض رؤيته أو هيمنته على المشهد السياسي السوري، مشيراً إلى أهمية تمثيل جميع أطراف المعارضة السياسية في أي ترتيبات مستقبلية.
التصدي للإرهاب ومنع الفوضى
أشار الوزير إلى ضرورة العمل الجاد لمنع تحول سوريا إلى ملاذ للتنظيمات الإرهابية أو العناصر المتطرفة، مؤكداً أن هذا الموقف يحظى بتوافق عربي ودولي واسع. وأوضح أن مصر قدّمت هذا الموقف بوضوح خلال اجتماع الرياض، بمشاركة ممثلين عن القيادة السورية الجديدة، معرباً عن أمله في أن تترجم هذه الرسائل إلى أفعال ملموسة.
الموقف المصري من سوريا
حول إمكانية زيارة دمشق، أكد عبد العاطي أن مصر تتحرك وفق مصالحها الوطنية وتقييم التطورات الميدانية في سوريا. وأضاف أن مصر تدير سياستها الخارجية بحكمة وتهدف إلى تحقيق الاستقرار لسوريا، خاصةً مع وجود أكثر من مليون ونصف مليون سوري في الأراضي المصرية.
وأشار إلى أهمية التعاون مع الإدارة السورية الجديدة لتقييم الوضع ونقل النصائح والشواغل لضمان تحقيق مصالح الشعب السوري.
وأكد عبد العاطي رفض مصر لأي محاولات لتقسيم سوريا، مشدداً على أن هذا السيناريو يشكل خطراً على الأمن القومي العربي. وأضاف أن مصر تعمل على دعم عملية انتقالية داخلية بقيادة سورية خالصة بعيداً عن التدخلات الخارجية.
كما أدان الاعتداءات الإسرائيلية على الجيش السوري والبنية التحتية، مطالباً باحترام اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 ووقف التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية.
مشاركة سوريا في الجامعة العربية
وفيما يخص مشاركة الإدارة السورية الجديدة في اجتماعات الجامعة العربية، أشار عبد العاطي إلى أن هذا الموضوع لم يُطرح بعد، لكنه أكد أن المجلس الوزاري العربي سيبحث هذا الأمر في اجتماعه المقبل، معرباً عن أمله في الوصول إلى توافق عربي حوله.
اختتم عبد العاطي تصريحاته بالتأكيد على أهمية دعم استقرار سوريا ووحدتها، معرباً عن أمله في أن تشهد البلاد مرحلة جديدة من التعافي والسلام، بعيداً عن مخاطر التقسيم والإرهاب.