سيريا مونيتور..
أعلن وزير الدفاع في الإدارة السورية الجديدة، مرهف أبو قصرة، أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، لن يُسمح لها بالاحتفاظ بأي “كيان مستقل” ضمن القوات المسلحة السورية.
وفي تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مع وكالة “رويترز” في مقر وزارة الدفاع بدمشق، أشار أبو قصرة إلى أن قيادة “قسد” تتباطأ في اتخاذ موقف نهائي حيال هذا الملف، ما يعقد الجهود الرامية إلى إيجاد تسوية تضمن اندماج المقاتلين الأكراد في الجيش السوري. وأكد أن دمشق لن تقبل بانضمامهم إلا كأفراد، مع رفض أي فكرة تتعلق بإبقاء القوات كتنظيم مستقل.
توتر متصاعد بشأن الشمال الشرقي
تأتي هذه التصريحات في ظل مساعي دمشق، بدعم حلفائها الإقليميين والدوليين، لاستعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية، بما فيها المناطق الغنية بالموارد التي تقع تحت سيطرة “قسد”. ورغم الجهود السابقة لإيجاد أرضية مشتركة بين الجانبين، فإن الاختلافات حول طبيعة العلاقة المستقبلية لا تزال تشكل عائقًا أمام التفاهم.
منذ سنوات، حاولت الحكومة السورية جذب المقاتلين الأكراد للانضمام إلى الجيش، لكن مطالب “قسد” بضمانات سياسية وإدارية للحفاظ على الحكم الذاتي أدت إلى تعثر المفاوضات. تصريحات أبو قصرة الأخيرة تشير إلى أن الإدارة السورية الجديدة تتبنى نهجًا أكثر صرامة، رافضةً أي ترتيبات تمنح الأكراد وضعًا خاصًا داخل الجيش، وهو ما قد ينذر بتصعيد محتمل.
لم يصدر عن قيادة “قسد” تعليق رسمي على هذه التصريحات حتى الآن. ومع ذلك، يرى محللون أن الضغط المتزايد من دمشق قد يضع القوات الكردية أمام خيارين: إما قبول شروط الحكومة السورية أو مواجهة تصعيد عسكري جديد.
الدور الأمريكي والعقدة الجيوسياسية
في الوقت الذي تصعّد فيه دمشق من لهجتها، يبقى الدور الأمريكي في شمال شرق سوريا حاسمًا. تقدم واشنطن دعمًا عسكريًا ولوجستيًا لـ”قسد” ضمن إطار “التحالف الدولي لمحاربة داعش”، مما يزيد تعقيد المشهد. وتزامنًا مع تصاعد التوتر، تستعد الولايات المتحدة لتغييرات سياسية مع تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب غدًا، وهو ما قد يؤثر على السياسات الأمريكية في المنطقة.
“قسد” تواجه كذلك ضغوطًا تركية متزايدة، إذ تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية. ورغم الدعم الأمريكي، تسعى واشنطن لتحقيق توازن بين الحفاظ على علاقتها مع “قسد” واحتواء الغضب التركي.
بين الضغوط المتعددة من أنقرة وواشنطن ودمشق، تجد “قسد” نفسها في موقف صعب يتطلب قرارات مصيرية بشأن مستقبل وجودها العسكري والإداري. وفي حين تواصل دمشق الدفع نحو استعادة السيطرة بشروطها، يبقى المشهد مفتوحًا على كل الاحتمالات، بما في ذلك التصعيد أو العودة إلى طاولة المفاوضات.