وعود رفع العقوبات تنعش الآمال في درعا.. وأسئلة مفتوحة يطرحها الأهالي

 

سيريا مونيتور – نادر دبو

بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الرياض عن قرار رفع العقوبات عن سوريا، ارتفعت حرارة الشارع في الجنوب السوري بقدر انخفاض سعر صرف الدولار أمام الليرة. من درعا إلى القنيطرة، تباينت ردود الفعل بين الأمل والحذر، وبين من ينتظر تغييرًا ملموسًا في الأسواق ومن يعتبر ما جرى خطوة إعلامية أكثر من كونه تحوّلًا فعليًا.

موجة تفاؤل مشوبة بالحذر

رغم الأجواء العامة التي توحي بارتياح نسبي، لا يزال كثير من المواطنين في محافظات الجنوب يتريثون في الحكم على القرار الأميركي. فتراجع سعر الدولار من نحو 12 ألفًا إلى 8 آلاف ليرة لم ينعكس فعليًا على أسعار السلع والخدمات، ما أثار شكوكا حول استمرارية هذا التحسن.

“هبوط الدولار ليس بالضرورة خبر حلو للجميع”

المعلّم هارون المسلم تحدّث لسيريا مونيتور قائلاً:

“نحنا اليوم أمام مفارقة صعبة… انخفاض الدولار مو بالضرورة خبر حلو للجميع، لأن 80% من السوريين بيعتمدوا على حوالات المغتربين بالدولار، وهبوطه المفاجئ عم يخلق حالة من الحيرة عند الناس، هل يصرفوا اليوم؟ ولا ينتظروا؟”

ويضيف المسلم: “السوق ما بيتحرّك إلا بقرار سياسي حقيقي يضمن الرقابة… أما التجار ما زالوا عم يبيعوا على السعر القديم، وهون الخوف إنو تنزل العملة وما تنزل الأسعار.”

المواطن البسيط هو الخاسر أو الرابح الأكبر

من جهته، يرى محمد الزعبي، موظف في قطاع الاتصالات ويقول لمراسل سيريا مونيتور :

أن القرار الأميركي يجب أن ينعكس بشكل مباشر على الحياة اليومية للناس. يقول لسيريا مونيتور:

“الحكي الإعلامي ما بيكفي، نحنا بدنا نشوف الأسعار عم تنزل عالرفوف، مش بس عالشاشات. الموظف يلي راتبه بالليرة هو الوحيد اللي ممكن يستفيد، بس إذا بقي السوق كما هو، راح يبقى الوضع أسوأ من قبل.”

ويؤكد الزعبي أن الأسواق لا تزال في حالة تجمّد مؤقت: “أغلب المحلات سكرت بانتظار استقرار الدولار، والتاجر بيقول ما رح نزّل السعر لأن البضاعة قديمة وجايبها بالسعر الغالي.”

موجة خصومات مفاجئة… ولكن مؤقتة؟

أما وسام العمر، صاحب محل إكسسوارات في مدينة درعا، فيعتقد أن الناس العاديين هم من شعروا بالفرح الحقيقي، وليس المضاربين أو التجار الكبار.

وقال العمر لسيريا مونيتور: “المواطن يلي بيشتغل كل يوم ليعيش هو اللي فرحان، مو تاجر الصرافة. سمعنا حتى عن حالات انهيار عند بعض الصرافين بسبب الهبوط السريع.”

ويضيف: “صحيح في عروض وخصومات ببعض المحلات، بس السؤال: هل رح تكمل؟ ولا هي فرحة مؤقتة؟”

تساؤلات مفتوحة في الجنوب

رغم المؤشرات الإيجابية، لا يزال المواطن الجنوبي يعيش في حالة ترقب مشوبة بالقلق. إذ يرى كثيرون أن أي تحسّن في قيمة الليرة يجب أن يصاحبه تدخل حكومي فوري في ضبط الأسواق، وإلا فإن الفائدة ستذهب أدراج الرياح.

المواطن السوري البسيط لم يعد يطلب المعجزات، بل يبحث عن الخبز بسعر مقبول، وكهرباء لا تنقطع، وفرصة عيش بكرامة.

ويبقى السؤال المطروح في الجنوب اليوم: هل يكون رفع العقوبات بداية حقيقية لتغيير ملموس؟ أم مجرد عنوان سياسي جديد يُضاف إلى لائحة وعود لم تصل يومًا إلى جيب المواطن؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Read Previous

فرصة ذهبية لمنتخب سوريا.. فهل يحقق اللاعبون آمالهم في ملاعب قطر؟

Read Next

مشاركة سورية في الدوري السعودي للشباب يقودها اللاعب جهاد الحسين

Most Popular