وقفة احتجاجية في نوى تطالب بالكشف عن مصير المتطوع حمزة العمارين

نادر دبو – سيريا مونيتور

نظّم العشرات من أهالي مدينة نوى في ريف درعا الغربي، مساء اليوم الجمعة، وقفة احتجاجية أمام مبنى الدفاع المدني في المدينة، شارك فيها ممثلون عن الفعاليات المدنية والإغاثية، إلى جانب عناصر من فرق الدفاع المدني، للمطالبة بالكشف الفوري عن مصير المتطوع الإنساني حمزة العمارين، رئيس فريق الدفاع المدني في مدينة إزرع، الذي فُقد في ظروف غامضة أثناء أداء واجبه الإنساني في محافظة السويداء.

وبحسب مصادر محلية وشهادات من عائلته وزملائه في الدفاع المدني، فقد فُقد الاتصال بالعمارين منذ مساء الأربعاء 16 تموز الجاري، أثناء مشاركته في عملية إجلاء للمدنيين العالقين قرب دوّار العمران في مدينة السويداء، وسط ظروف أمنية متوترة واشتباكات اندلعت في المنطقة بين فصائل محلية ومجموعات مسلّحة.

اتهامات للـ “الهجري” وتحميله المسؤولية

وفي بيان صدر خلال الوقفة، اتهم ذوو حمزة بشكل مباشر للفصيل التابع للشيخ حكمت الهجري بالوقوف وراء عملية الاختطاف، معتبرين أن ما جرى هو “جريمة إخفاء قسري موصوفة”، ومحملين المجموعة كامل المسؤولية عن حياته وسلامته النفسية والجسدية.

وأكد المشاركون في الوقفة أن العمارين معروف بالتزامه المهني وحياده الإنساني، ولم يكن يومًا طرفًا في أي نزاع أو صراع مسلّح، وأن اختطافه يمثّل استهدافًا مباشرًا للعمل الإغاثي وخرقًا واضحًا للقوانين الدولية التي تحمي الكوادر الإنسانية.

مناشدات للعقلاء والجهات الدولية

من جهته، قال غزوان العمارين، شقيق المتطوع حمزة، في تصريح لمراسل سيريا مونيتور:
“نناشد شيوخ عقل الطائفة الموحدة في السويداء التدخل للكشف عن مصير حمزة، وخاصة أنه كان في مهمة إنسانية لإجلاء المدنيين من السويداء نفسها، وليس له أي علاقة بالجوانب القتالية أو السياسية. هدفه الوحيد كان خدمة الناس، من أي طائفة أو مذهب كانوا، وهذا ما عُرف عنه منذ سنوات.”

كما أضاف: “نحن نحمّل الجهة الخاطفة كامل المسؤولية، ونطالب بإطلاق سراحه فورًا، ونذكّر الجميع أن استهداف العاملين في الإغاثة هو خرق فاضح لكل القيم الإنسانية.”

وفي السياق ذاته، وجّهت عمرة العمارين، شقيقة المتطوع المخطوف، مناشدة عبر منبر سيريا مونيتور، دعت فيها الأمم المتحدة، ومنظمة الصليب الأحمر، وجميع الهيئات الدولية المختصة، إلى التدخل العاجل والتحقيق في مصير أخيها، مؤكدة أن “الصمت الدولي يُعد تواطؤًا غير مباشر في استمرار هذه الانتهاكات”.

دعوات شعبية وتحذير من التصعيد

وتكررت الدعوات خلال الوقفة لمختلف القوى والفعاليات في الجنوب السوري إلى الضغط على المجموعة الخاطفة للإفراج الفوري عن العمارين، وسط تحذيرات من أن استمرار احتجازه قد يشعل موجة احتجاجات جديدة، لاسيما مع اتساع دائرة التضامن معه في مدن وبلدات حوران.

وردّد المشاركون شعارات تؤكد أن “حمزة العمارين ليس وحده”، وأن استهداف العاملين في المجال الإنساني “وصمة عار” يجب أن يُحاسب مرتكبوها، مطالبين بموقف موحد من المنظمات المحلية والدولية ضد الاعتداءات المتكررة على فرق الدفاع المدني والإغاثة.

وتأتي هذه الوقفة بعد أسبوع من التوترات المتصاعدة في محافظة السويداء، حيث تجددت الاشتباكات بين مجموعات مسلّحة وعشائر محلية، وسط غياب شبه تام لأي دور فاعل من سلطات النظام في حماية المدنيين أو تأمين العاملين في الحقل الإنساني.

 

Read Previous

الدفاع المدني: ارتفاع حصيلة قتلى الانفجار مجهول السبب في أحد الأبنية السكنية في بلدة ترمانين بريف إدلب الشمالي إلى ثلاثة

Read Next

مصادر محلية: طائرات مروحية إسرائيلية تدخل من الجولان السوري المحتل وتتجه نحو الشرق

Most Popular