نقلت وكالة “تاس” الروسية عن مصدر دبلوماسي (لم تسمه)، أن السلطات الجديدة في سوريا لا تعتزم إنهاء الاتفاقيات المتعلقة بالقواعد العسكرية الروسية في المستقبل المنظور.
وأكدت الوكالة أن روسيا تسعى للحفاظ على الوضع القانوني لقواعدها في حميميم وطرطوس، بما يضمن استمرار عملها وفقا للاتفاقيات المبرمة مع النظام السابق.
وأضافت “تاس” أن الجانبين يناقشان حاليا سبل ضمان عدم استخدام ظروف القوة القاهرة كذريعة لإلغاء الاتفاقيات، كما يبحثان حجم القوة العسكرية الروسية التي يمكن أن تبقى في سوريا ضمن إطار هذه التفاهمات.
يأتي ذلك في وقت تسعى فيه موسكو لتثبيت حضورها العسكري في المنطقة، مع ضمان استمرارية الشراكة الاستراتيجية مع الحكومة السورية الجديدة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الخميس، إن قائد الإدارة الجديدة في سوريا “أحمد الشرع”، وصف العلاقات مع روسيا بأنها طويلة الأمد واستراتيجية، مضيفا أن موسكو تتفق معه في ذلك.
وفي مقابلة مع وسائل إعلام روسية وأجنبية، أوضح لافروف أن روسيا تناقش مع السلطات السورية الجديدة مسائل ضمان أمن مواطنيها وسفارتها في دمشق، مع التأكيد على استعداد موسكو للحوار بشأن قضايا أخرى. وفق وكالة تاس الروسية.
بدأت روسيا بسحب قواتها العسكرية من خطوط المواجهة في شمالي سوريا ومواقعها في “جبال العلويين”، مع احتفاظها بقاعدتيها الرئيسيتين في البلاد، عقب سقوط النظام السوري، وفقاً لما أكده أربعة مسؤولين سوريين لوكالة “رويترز”.
ووفقاً للمصادر، فإن روسيا لا تنوي مغادرة قاعدتيها الرئيسيتين في البلاد بعد سقوط بشار الأسد.
أثار سقوط الأسد، الذي أقام مع والده حافظ الأسد علاقة تحالف وثيق مع موسكو، تساؤلات بشأن مستقبل قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية ومنشأة طرطوس البحرية، حيث تشكل هاتان القاعدتان محور الوجود الروسي في سوريا منذ تدخل موسكو العسكري عام 2015.
وخلال الأسبوعين الماضيين، رصد انسحاب القوات الروسية من جميع المقار والقطع العسكرية في سوريا، وتوجهها إلى قاعدة حميميم، التي تشهد تحركات تشير إلى تخفيض عدد القوات حالياً ونقلها إلى خارج سوريا، وفي الوقت نفسه تمترس الجنود الروس في القاعدة إلى حين تقرير مصير الوجود الروسي.
وانسحبت القوات الروسية من القنيطرة والجنوب السوري، وقاعدة تدمر وقاعدة التياس ومطار الشعيرات في حمص، ومن مطاري القامشلي وقاعدة صرين في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري، ثم توجهت جميع القوات بمرافقة وحماية إدارة العمليات العسكرية إلى قاعدة حميميم.