قال دبلوماسي فرنسي إن باريس وشركاءها الأوروبيين “يعوّلون على مسار حقيقي لعدم التطبيع مع الأسد وفرض العقوبات عليه ورفض إعادة الإعمار طالما بقي موقفه على حاله”، مشيراً إلى أن مصر والسعودية وقطر ترفض عودة النظام السوري الى الجامعة العربية.
وفي حديث مع الصحفيين، نقلت صحيفة “النهار” عن الدبلوماسي الفرنسي، من دون أن تسميه، قوله إن “التطورات في سوريا لا تشير إلى إمكان إنهاء النزاع”، مؤكداً على أن “سياسة النظام ومواقفه لا تعكس اتجاهاً للسير في حل حقيقي للأزمة السورية، الوضع سيئ مع استمرار زيادة الحاجات الإنسانية، وتفاقم تهريب المخدرات، وتعقّد عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم”.
وتأتي التصريحات الفرنسية عشية انعقاد مؤتمر بروكسل السادس حول سوريا.
التطبيع مع الأسد لا يُعطي الكثير
وعن التطبيع مع نظام الأسد، قال الدبلوماسي الفرنسي إن “دول المنطقة ليست على الموقف نفسه مع فرنسا وأوروبا”، مشيراً إلى أن قرار الدول “سيد نفسه، فبعضهم قرر التطبيع مثل الإمارات انطلاقاً من قناعة تقول إنه لا يمكن ترك سوريا للوجود الإيراني، وينبغي تكثيف الوجود العربي فيها. أما بعضهم الآخر مثل الأردن، فلديه مشكلة اللاجئين”.
وأضاف أن “باريس تقول لهذه الدول في حوارها معهم: إن عدم تراجع النظام السوري عن مواقفه المتصلبة وعدم تقديمه أي تنازل مقابل ما قدمته الدول، فإنها لا تتأمل بأن تحصل على الكثير، لا بالنسبة إلى أمن المنطقة ولا لاستقرار سوريا ولا بعودة اللاجئين”.
وأكد الدبلوماسي الفرنسي استعداد بلاده لدعم مسار مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، عبر مبادرة “خطوة مقابل خطوة”، موضحاً أن ذلك “بشرط أن يتم تحديد مضمون المبادرة وطريقة تفعيلها، وإلا فلا يمكن معرفة ما يسعى إليه النظام”.
وأشار المصدر إلى أن باريس طلبت خلال الاجتماع الأخير لمجموعة الاتصال حول سوريا من المبعوث الأممي إعداد تقرير عما يمكن أن يقدمه النظام السوري حول هذه الأزمة.
ثلاث دول ترفض عودة النظام إلى الجامعة العربية
ورداً على سؤال حول ما إذا عاد النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، كشف الدبلوماسي الفرنسي أن “الأصداء الآتية من الجامعة العربية تشير إلى أن هناك ثلاث دول مهمة، هي مصر والسعودية وقطر، تعتبر أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية ليست مطروحة الآن، لأن النظام لم يظهر أي إشارات تدفع إلى تعديل موقفها منه”.
وقال إن القرارات في الجامعة تؤخذ على أساس التوافق، لذلك فقد لا يعود النظام إلى مقعد سوريا في الجامعة خلال القمة المرتقبة في الجزائر في تشرين الثاني المقبل، مشيراً إلى أن “المفاجآت في العالم العربي ليست مستغربة”، موضحاً أن “ما تسمعه باريس من هذه الدول أنه طالما النظام السوري تحت هيمنة إيران، ولم يعدل مواقفه ولم يجرِ إصلاحات، لن توافق على عودته الى الجامعة العربية”.
وذكر الدبلوماسي الفرنسي أنه “في كل مرة حصل فيها تسامح باتجاه النظام السوري من دول عربية، كان النظام يستفيد ولا يعطي أي شيء في المقابل”.
الظروف ليست متوافرة لعودة اللاجئين
وحول ما قاله وزير خارجية لبنان، عبد الله بو حبيب، من أن لبنان “بحاجة لعودة اللاجئين وليس مساعدتهم”، قال الدبلوماسي إن “الأردن مثلاً بادر إلى التقارب مع سوريا بالنسبة إلى ملف اللاجئين، ولكنه واجه المزيد من المشكلات مع تكثيف تهريب المخدرات على الحدود”.
وأضاف أنه “بالنسبة إلى عودة اللاجئين، فليس من السهل إعادتهم لأن ذلك يتطلب قراراً منهم، وألا يجبروا على العودة، وأن تكون عودتهم آمنة”.
وأشار إلى أن النظام السوري “لا يريد إعادة لاجئين من السُنة”، مؤكداً على أن باريس “تتفهم موقف الدول التي تطالب بإعادة اللاجئين مثل لبنان، ولكن الظروف ليست متوافرة”، وفق “النهار”.