5 سنوات من الغارات الإسرائيلية ضد قلب البرنامج الصاروخي السوري الإيراني في مصياف

نفذت مقاتلات إسرائيلية، يوم السبت الماضي، انطلاقاً من الأجواء اللبنانية، عدة غارات جوية بصواريخ كروز من طراز “دليلة” على عدة مواقع توصف بأنها قلب البرنامج الصاروخي السوري الذي يديره الحرس الثوري الإيراني في منطقة مصياف.
وعلى ما يبدو، ركزت الغارات على إصابة عدة أهداف شملت، بحسب المصادر، ورشات إنتاج الصواريخ الباليستية العاملة بالوقود الصلب، ومركز البحث والتطوير التابع لمعامل الدفاع السورية شمالي مصياف، بالإضافة إلى استهداف مبنى يضم مهندسين ومختصين في مؤسسة “جهاد الاكتفاء الذاتي” التابع لقيادة الصواريخ في القوات الجوية التابعة للحرس الثوري في محيط هذه المنشآت.

ليست الأولى زمانياً

على الرغم من أن هذه الغارات ليست الأولى من نوعها مكانياً في منطقة مصياف التي يشتبه بأنها قلب البرنامج الصاروخي السوري – الإيراني، إلا أن ما يميز هذه الغارات أنها نفذت في وضح النهار، وفي يوم السبت (شبات)، الذي يوصف بأنه يوم عطلة دينية لدى اليهود.

وفي الحالات غير القتالية، تكون عمليات سلاح الجو الإسرائيلي يوم السبت قليلة. لذلك، عادةً ما تكون مثل هذه الهجمات “الحساسة للوقت” مفاجئة وغير متوقعة في الغالب.

رغم ذلك، لا يمكن وصف هذه الغارات المميزة تاريخاً وزمناً بالفريدة من نوعها، بل هي الثانية من نوعها بعد أن استهدفت صواريخ أرض – أرض إسرائيلية في وضح نهار ظهر يوم السبت الموافق لـ 30 أكتوبر/تشرين الثاني من العام الماضي، مواقع لحزب الله والميليشيات الإيرانية في قدسيا والديماس، موقعةً عدداً من القتلى والخسائر المادية، بحسب وسائل الإعلام.

وعلى ما يبدو، تشير كلتا حالتي القصف النهاري غير المعتاد إلى وجود حاجة عملياتية واستخبارية ملحة وانفتاح نافذة فرصة عمل قيمة كان يجب على الإسرائيليين استغلالها، والتحرك الفوري لاستهدافها.

ستة تأثيرات واضحة على الأرض في صور الأقمار الصناعية

يؤكد الاستهداف الإسرائيلي الأخير الذي طال مواقع بالقرب من بطاريات الدفاع الجوي الروسية المتطورة مرة أخرى على فعالية قناة التنسيق الأمني الإسرائيلي الروسي، وتمديد الضوء الأخضر الروسي في سوريا.

ويعود ذلك بشكل أساسي لوجود عدة طبقات من أنظمة الدفاع الجوي أرض – جو الروسية المتطورة، التي تحيط بمنشآت البرنامج الصاروخي السوري الإيراني في منطقة مصياف، وبقيت صامتةً من دون تحرك فعلي قد يشكل تهديداً حقيقياً على الطائرات الإسرائيلية.

رغم ذلك، يعود اللحن الروسي من جديد للعب على أوتار التصريحات المشوشة، بعد كل غارة تنفذها الطائرات الحربية الإسرائيلية في سوريا، ليدعي تمكن دفاعات النظام من إسقاط عدد من الصواريخ الإسرائيلية.

لكن في الوقت الذي تدعي فيه وكالة تاس الروسية، نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية، أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي أطلقت 5 صواريخ من الأجواء اللبنانية، واعترضت دفاعات النظام الجوية 3 صواريخ منها، يمكن ملاحظة 6 تأثيرات على الأقل تعود لاستهدافات محققة في منطقة مصياف.

وبحسب صور الأقمار الصناعية التي اطلع عليها تلفزيون سوريا من مصادر مفتوحة، شملت بعض هذه التأثيرات:
– تأثيران في معمل الزاوي (الخاص بصناعة البراميل المتفجرة).
– استهداف مبنيين على الأقل في مركز الدراسات والبحوث العلمية (SSRC) التابع لتطوير الأسلحة الكيميائية. (تم استهدافه سابقاً عدة مرات).
– موقع لكتيبة الدفاع الجوي قرب قرية السويدة.
– مستودعات لجيش النظام شمالي مصياف، تم استهدافه سابقاً.

لبعلبا.jpg
صورة جوية شاملة توضح المواقع الستة المستهدفة

نصف عقد من الغارات الإسرائيلية على مصياف

تشير الإحصائيات التي جمعها تلفزيون سوريا لعدد الغارات الإسرائيلية المنفذة على قلب البرنامج الصاروخي السوري – الإيراني في مصياف، إلى تنفيذ ست غارات جوية نحو هذه المنشآت المختلفة خلال السنوات الخمس الماضية، آخرها كانت غارة يوم السبت الماضي.

ونفذت الغارات الجوية الأخرى ضد أهداف مختلفة في مصياف في التواريخ المرتبة صعودياً: 9 مايو/أيار 2017 – 3 مايو/أيار 2018 – 13 أبريل/نيسان 2019 – 5 يونيو/حزيران 2020 – 24 ديسمبر/كانون الأول 2020.

وبحسب ما رصده تلفزيون سوريا، تم تدمير 50% من منشأة مركز إنتاج وتجميع الصواريخ الباليستية الواقع على بعد أربعة كيلومترات شمال شرقي مصياف باستخدام 10 صواريخ كروز في الغارة الأولى.

بعد ذلك سعى الحرس الثوري لاستغلال الدفاعات السلبية من خلال حفر الأنفاق في الجبال الواقعة على أطراف مصياف، ونقل ورش تجميع وإنتاج الصواريخ داخلها، ليأتي بعدئذ الاستهداف الثاني في 3 مايو/أيار 2018، مستهدفاً مدخل نفقين تحت الأرض تم حفرهما من هذا النوع في جبال مصياف.

وفي أكتوبر 2018، تسلمت قوات الدفاع الجوي لجيش النظام نظام الدفاع الصاروخي بعيد المدى S-300 PM-2 من سلاح الجو الروسي، بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية من طراز إليوشن -20 إم، ليدخل الخدمة بعد تدريب طواقمه في 2019.

وجود مثل هذا النظام الحديث نسبياً شكل تهديداً جدياً للطائرات الإسرائيلية، التي نفذت ثالث غاراتها لأول مرة باستخدام سلاح جوي بعيد المدى أكثر من صواريخ كروز لمهاجمة أهداف في منطقة مصياف في 13 أبريل/نيسان 2019.

فيما بعد، استخدم سلاح الجو الإسرائيلي، لأول مرة، صواريخ دقيقة التوجيه من طراز Rampage ضد أهداف البرنامج الصاروخي في منطقة مصياف، ليتم استهداف مركز بناء وتجميع أنظمة التحكم والتوجيه للصواريخ الباليستية الواقع بالقرب من مقر إقامة القوات الإيرانية المشاركة في مشروع الصواريخ السورية.

1038782594_0_41_1400_833_1920x0_80_0_0_f102e9b89117cb50e44ab823ad6cde85.jpg
صاروخ Rampage

بعد ذلك، ولأسباب تتعلق بضمان عدم قدرة أنظمة دفاع النظام S-300PM-2 على استهداف الطائرات المقاتلة الإسرائيلية على ارتفاعات منخفضة ومسافات طويلة، استأنف سلاح الجو الإسرائيلي استخدام صواريخ كروز لاستهداف مواقع البرنامج الصاروخي في منطقة مصياف، ليتم تنفيذ الغارات الرابعة والخامسة والسادسة المؤرخات أعلاه باستخدام طراز الصواريخ نفسه.

Read Previous

شركة الهرم تخفض سعر تصريف دولار الحوالات الواردة إلى #سوريا

Read Next

الجيش الأوكراني يستهدف سفينة عسكرية روسية في البحر الأسود

Leave a Reply

Most Popular