سيريا مونيتور
ألقت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد كلمة أمام مجلس الأمن بشأن الوضع السياسي والإنساني في سوريا، شملت تصاعد وتيرة القصف على إدلب، وتجديد آلية إدخال المساعدات عبر الحدود إلى شمال غربي البلاد، إضافة إلى ملف المعتقلين واللاجئين والحراك في السويداء.
واستهلت “غرينفيلد” إيجازها، بالإشارة إلى الهجمات المتعددة التي شنها النظام السوري والقوات الروسية في شمالي سوريا، خلال الشهر الماضي، والتي أدّت إلى مقتل عشرات المدنيين ونزوح أكثر من 120 ألف شخص وتدمير المزيد من البنية التحتية.
وأعربت عن أملها في أن يكون هذا الإيجاز مختلفاً، وألا تضطر إلى مناقشة المزيد من إراقة الدماء والنزوح والوحشية، إلا أن حملات القصف المروعة على يد النظام السوري في إدلب وريف حلب متواصلة، وتوقع العديد من الضحايا المدنيين، إضافةَ إلى استهداف مخيّمات النازحين والمهجّرين.
الاحتجاجات في السويداء
وعن الحراك المستمر في السويداء “قالت غرينفيلد”: “لا يمكننا أن نسمح لنظام الأسد بصرف انتباهنا عن الاحتجاجات في السويداء، حيث يمارس الشعب السوري منذ أشهر حقوقه في التجمع السلمي وحرية التعبير، والدعوة إلى السلام، والكرامة، والأمن، والعدالة”.
ودعمت الولايات المتحدة على لسان السفيرة التجمعات السلمية، إذ يجسد هؤلاء المتظاهرون الحاجة إلى “حل للصراع يركز على سوريا وبقيادة سوريّة، بما يتماشى مع القرار الأممي 2254، ولكن لسوء الحظ عرقل النظام السوري كل المحاولات لتحقيق تقدم في المسار السياسي”.
ونتيجة لذلك، يواصل الشعب السوري الفرار من دياره بأعداد كبيرة، كما لا يُظهر اللاجئون أي مؤشر على رغبتهم في العودة، ليس بسبب الظروف الاقتصادية كما يدّعي النظام، بل لخشيتهم من انتهاكات النظام المتمثّلة بالقمع والتعذيب والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتجنيد الإلزامي والعنف الجنسي والإنساني.
ملف المعتقلين والمساعدات
جدّدت السفيرة دعوتها النظام السوري لإفراج عن أكثر من 150 ألف شخص معتقل تعسفياً أو مختف قسرياً، أو الكشف عن مصيرهم على الأقل.
ورحّبت السفيرة الأميركية بتمديد دخول المساعدات عبر الممرات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من معبري باب السلامة والراعي لمدة ستة أشهر.
وطالبت النظام السوري بتمديد الترخيص لمعبر باب الهوى قبل انتهاء صلاحيته في كانون الثاني المقبل، وإلا فإن العكس سيجعل التخطيط والتوظيف والمشتريات أقل كفاءة ويزيد من التكاليف التي تتحملها وكالات الأمم المتحدة وشركاء الإغاثة الميدانيين ويترك الاحتياجات الإنسانية الخاصة بآلاف المدنيين السوريين معلقة خلال أشهر الشتاء الباردة.
كذلك، رحّبت بالإجراءات المؤقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية، خلال الشهر الجاري، والتي تفرض على النظام السوري منع أعمال التعذيب والمعاملة أو العقوبة القاسية واللاإنسانية والمهينة، وتمنع تدمير الأدلة على وقوع أعمال مماثلة، مؤكدة أن “هذه خطوة بالغة الأهمية لمحاسبة نظام الأسد على أعمال التعذيب”.
إدانة الهجمات الإيرانية في سوريا والعراق
في إيجازها، دانت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد، الهجمات التي تشنها ميليشيات مدعومة من إيران على الأفراد والمنشآت التابعة للولايات المتحدة في العراق وسوريا، مشيرةً إلى أنّ مهمة هذه القوات الأميركية ما تزال تتمثل بقيادة الجهود الدولية لهزيمة تنظيم الدولة (داعش).
ووفقاً للسفيرة، تتمتع الولايات المتحدة بالحق في الدفاع عن نفسها، على النحو المبين في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وهذا ما دفع واشنطن إلى توجيه ضربات كرد فعل، مع الاستعداد لاتخاذ مزيد من الإجراءات لصدّ التهديدات، بحسب الضرورة والمناسبة.