بتدبير من “الأمن العسكري”: اشتباكات وخلافات عشائرية في درعا

سيريا مونيتور

أفادت مصادر محلية في محافظة درعا، بصدور توجيهات من فرع “الأمن العسكري” التابع للنظام السوري، تهدف إلى افتعال اقتتال عشائري وضرب النسيج الاجتماعي في الجنوب السوري.

واندلعت اشتباكات مسلّحة، مساء الأربعاء، بين مجموعتين محلّيتين في مدينة جاسم شمالي درعا، الأولى تتبع لآل الجرادات وتساندها مجموعة وائل خليل الجلم الملقب بـ “الغبيني”، والثانية يقودها عبد الله الحلقي المعروف محلياً بـ “أبي عاصم”، استخدم خلالها أسلحة خفيفة ومتوسطة.

ما سبب الاشتباكات؟

وذكرت المصادر أن الاشتباكات بين المجموعتين تعود إلى قيام مجموعة الحلقي باحتجاز ثلاثة أشخاص من عائلة الجرادات بهدف التحقيق معهم ثم إطلاق سراحهم، وذلك على خلفية قيام مسلّحين من آل الجرادات باختطاف اليافع إبراهيم الحلقي (16 عاماً) من منزله في قرية العالية مساء الثلاثاء الماضي، وضربه بشكل مبرح قبل إطلاق سراحه وذلك بتهمة نقل الأخبار لصالح مجموعة أبي عاصم.

ودخلت مجموعات محلية في مدينة جاسم كقوات فصل بين الطرفين لوقف الاشتباكات بين مجموعة الحلقي ومجموعة الجرادات، إلّا أن مجموعة وائل الجلم (الغبيني) دخلت على خط الاشتباكات مستغلة الخلاف الأخير للانتقام من مجموعة الحلقي.

واستخدمت مجموعة الغبيني أسلحة رشاشة خفيفة ومتوسطة كالمضادات الأرضية باتجاه منازل المدنيين عشوائياً في الحي الغربي (حارة الحلقيين) في مدينة جاسم.

وأقدمت المجموعة على قصف الحي الغربي بـ 6 قذائف هاون من عيار 60 مم وقذائف صاروخية من نوع RPG، كما واصلت المجموعة إطلاق النار لوقت متأخر من ليلة الأربعاء/الخميس على الرغم من التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار بين عشيرتي الحلقي والجرادات.

دور لـ “الأمن العسكري”

وأوضحت مصادر متقاطعة في مدينة جاسم، أن الغبيني يسعى لافتعال اقتتال عشائري في المدينة بتوجيهات من فرع الأمن العسكري وتحديداً من رئيس الفرع، لؤي العلي، بعد تسلّمه من الفرع سيارات من نوع “تايجر” ومضادات أرضية.

ولفتت المصادر إلى علاقة وثيقة تربط مجموعة الغبيني مع مجموعة القيادي في الأمن العسكري سامر أبو السل الملقب بـ “أبي هاجر” في مدينة نوى، إذ يوجد تنسيق مشترك بين المجموعتين لتنفيذ مهام أمنية في المنطقة لصالح فرع الأمن العسكري.

وتدعم أجهزة النظام الأمنية في درعا مجموعات محلّية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بهدف إحداث شرخ وفتنة بين عشائر ومكونات الجنوب السوري، الأمر الذي بات نهجاً واضحاً لتلك الأجهزة في ضرب النسيج الاجتماعي في المنطقة.

من هو الغبيني؟

سبق أن تعرض الغبيني لعدة محاولات اغتيال، كان آخرها في شباط 2023 من قبل مجموعة عناصر بعضهم يتبعون لتنظيم “داعش”، وذلك بعد نحو أربعة أشهر من خلاف حصل بينه وبين أمراء التنظيم إبان أحداث مدينة جاسم في تشرين الأول 2022.

وعقب وقوع الخلاف، سرّبت وسائل إعلام رديفة للتنظيم تسجيلاً صوتياً للغبيني وهو يبلغ أحد عناصر التنظيم عن الأشخاص الموجودين في منزل القيادي كنان العيد، ويحدد الأسلحة التي يحملونها.

ويلمح الغبيني إلى أنه الوقت المناسب للدخول إلى منزل العيد وتنفيذ عملية الاغتيال التي حصلت في تموز 2022، وأدت إلى مقتله، وذلك بعد يومين من عودته من دولة الإمارات وحضوره اجتماعاً ضم عدداً من قادة الفصائل السابقين في المعارضة هناك.

جدير بالذكر أن العديد من المدنيين في مدينة جاسم وريف القنيطرة اشتكوا في وقت سابق من قيام مجموعة الغبيني بتنفيذ عمليات اختطاف بحق مدنيين وسرقة سيارات وعمليات تشليح وفرض إتاوات بحقهم.

Read Previous

هزّة أرضية بقوة 4.7 في ولاية “توكات” شمالي تركيا

Read Next

مفوضية اللاجئين في لبنان: ندعم قرار عودة السوريين إلى بلدهم وتقديم التسهيلات

Leave a Reply

Most Popular