نظَّمت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان فعالية دولية على هامش الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تحت عنوان “الواقع القاتم في سوريا: التعذيب الممنهج وفرص العدالة والمحاسبة”، برعاية سبع دول، هي: الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وهولندا، وألمانيا، وقطر، والمملكة المتحدة، وكندا. الفعالية سلَّطت الضوء على استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا، وخاصة التعذيب الممنهج، وقد تم بث الحدث مباشرة عبر منصة زوم وصفحات التواصل الاجتماعي للشبكة باللغتين العربية والإنجليزية.
شارك في الفعالية التي عقدت نهاية الشهر الماضي، عدد من الشخصيات البارزة في مجالات حقوق الإنسان والسياسة الدولية، بينهم د. دافنا راند، مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، والسفيرة بيث فان شاك، إلى جانب ممثلين عن فرنسا، وهولندا، وألمانيا، وقطر، والمملكة المتحدة، وكندا. كما شاركت مريم كم ألماز، ابنة المواطن الأميركي المختفي قسرياً والمقتول مجد كم ألماز، التي سردت تجربة والدها المأساوية، والتي تمثل واحدة من مئات الآلاف من الحالات المشابهة في سوريا.
دعم جهود المساءلة وتحقيق العدالة لضحايا التعذيب في سوريا
ناقش المشاركون أهمية الاستمرار في دعم جهود المساءلة وتحقيق العدالة لضحايا التعذيب والاختفاء القسري في سوريا، وأشاروا إلى خطورة تطبيع العلاقات مع النظام السوري من دون محاسبة مرتكبي الانتهاكات. الفعالية شددت على أن التعذيب لا يزال يستخدم بشكل واسع في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري، وعلى ضرورة مواصلة الضغط الدولي لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة وضمان محاسبة الجناة.
من جانبه، أبرز فضل عبد الغني، المدير التنفيذي للشبكة السورية لحقوق الإنسان، أنَّ سوريا ما زالت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، مشيراً إلى أن أكثر من 98% من ضحايا التعذيب في سوريا قتلوا على يد النظام السوري.
وفقاً لإحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تم توثيق مقتل 15,393 مواطناً سورياً تحت التعذيب منذ آذار 2011، بينهم 199 طفلاً و115 سيدة، حيث يُحمَّل النظام السوري مسؤولية 98% من هذه الحالات.
كما وثقت الشبكة، منذ مطلع عام 2014 حتى حزيران 2024، 4714 حالة اعتقال لعائدين من اللاجئين والنازحين على يد قوات النظام السوري، أُفرج عن 2402 منهم، بينما تحوَّل 1521 منهم إلى مختفين قسرياً.
وفي عام 2024، تم تسجيل مقتل 551 شخصاً على يد أطراف النزاع، بينهم 65 شخصاً قضوا بسبب التعذيب، من ضمنهم أطفال ونساء.