إسرائيل تواصل قصف المدارس وتهجير سكان جباليا

قتل 15 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، اليوم السبت، من جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف مدرسة تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” تؤوي نازحين غربي مدينة غزة ومنزلاً وسط القطاع ، وسط استمرار الاشتباكات بين مقاتلي حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت مصادر طبية محلية، إن القصف الإسرائيلي على مدرسة “أسماء” التي تؤوي آلاف النازحين في مخيم الشاطئ أسفر عن نقل 7 قتلى وعدد من الإصابات إلى المستشفى، بحسب وكالة “الأناضول”.

وقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال ونساء وأصيب آخرون، فجر اليوم، بقصف جوي إسرائيلي استهدف منزلاً بمخيم المغازي وسط قطاع غزة، بحسب مصدر طبي بمستشفى “شهداء الأقصى” بمدينة دير البلح.

كما جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه مدرسة “أبو حسين” التي تؤوي مئات النازحين في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ما أدى لاندلاع حريق كبير فيها، وذلك بعد يومين من ارتكابه مجزرة في المدرسة راح ضحيتها 25 قتيلا وعشرات الجرحى.

من جانبها، أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية انقطاع الإنترنت بشكل كامل عن محافظة شمالي قطاع غزة، التي تتعرض لعملية إبادة من الجيش الإسرائيلي.

ومنذ 15 يوماً، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياحه البري لشمالي قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا، ضمن حرب “إبادة وتجويع” تستهدف تهجير المواطنين الفلسطينيين من المنطقة إلى الجنوب عبر طريق صلاح الدين الذي يمتد على طول القطاع من جهة الشرق.

ويفرض الاحتلال حصارا مشددا يمنع دخول الغذاء والمياه والأدوية ويشن قصفا دمويا مكثفا، بهدف تهجير الفلسطينيين واحتلال شمالي القطاع بعد فصله عن بقية المناطق.

وأسفرت الحملة، التي تعرف باسم “خطة الجنرالات” وهدفها تهجير شمالي القطاع إلى جنوبه، عن مئات القتلى الفلسطينيين، وسط أوضاع إنسانية صعبة للغاية.

ومع منتصف ليلة السبت، بدأ جيش الاحتلال توغلا جديدا ضمن عمليته العسكرية البرية المتواصلة شمالي قطاع غزة التي وسعت نطاقها تل أبيب الجمعة بالدفع بلواء “غفعاتي” لتعزيز قواتها في المنطقة المحاصرة منذ أكثر من أسبوعين.

ووصلت الآليات الإسرائيلية خلال هذا التوغل إلى المستشفى “الإندونيسي” ومراكز الإيواء الواقعة شمالي مخيم “جباليا”، حيث يعيش آلاف النازحين من أبناء شمالي قطاع غزة الذين دمرت منازلهم.

أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم، استهدافها جنودا إسرائيليين وآليات إسرائيلية عسكرية شمالي قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة متواصلة من قبل جيش الاحتلال.

وقالت “القسام”، في بيان لها، إنها استهدفت دبابة إسرائيلية من نوع “ميركافا” وجرافة عسكرية من نوع “D9” بقذائف “الياسين 105” في منطقة الفالوجا غربي معسكر جباليا شمالي القطاع.

وأضافت، “تمكنا من تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة صهيونية راجلة والاشتباك معها بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح قرب محطة سرداح”.

أعلن الدفاع المدني بقطاع غزة، السبت، مقتل أكثر من 400 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء ومسنين وإصابة مئات، خلال 15 يوما من الإبادة الإسرائيلية لشمالي القطاع.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني بقطاع غزة محمود بصل، في بيان، إن “القوات الإسرائيلية تواصل محاصرة وتجويع وارتكاب المجازر بحق المدنيين وسط ظروف إنسانية صعبة جداً نتيجة منع دخول المساعدات”.

وأضاف بصل، “آلاف الفلسطينيين ينامون بلا طعام ولا شراب نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد”.

ووفقاً للمتحدث، فإن “جثث عشرات الفلسطينيين منتشرة بشوارع المخيم بفعل القصف الإسرائيلي المستمر”.

وأشار بصل إلى أن طواقم الدفاع المدني عاجزة عن تلبية نداءات استغاثة من عشرات المصابين المحاصرين تحت أنقاض منازلهم بعد قصفها من الجيش الإسرائيلي، بسبب منع جيش الاحتلال.

وأوضح أنه “تواصل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لإجراء التنسيقات الإنسانية اللازمة للتدخل وإخراج المواطنين المحاصرين، إلا أنه وحتى اللحظة لم يستجب الاحتلال الإسرائيلي لطلبات التنسيق، ما أدى إلى فقدان عدد من المواطنين حياتهم”.

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في 4 أيلول/سبتمبر الماضي، عن “خطة الجنرالات” والتي تهدف إلى “تحويل كامل المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم (أنشأته إسرائيل وسط القطاع)، أي محافظتي غزة والشمال، لمنطقة عسكرية مغلقة”.

وفي 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء اجتياح شمالي القطاع للمرة الثالثة منذ بدء الحرب على غزة، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، في  حين يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

الخطة أعدها عسكريون إسرائيليون سابقون، وتقضي بـ”إجلاء السكان خلال أسابيع قليلة، وفرض حصار على المنطقة، لدفع المسلحين بمدينة غزة للاستسلام أو الموت”، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” في 22 أيلول/سبتمبر الماضي.

وتشمل تفاصيل الخطة بحسب وسائل إعلام إسرائيلية إحكام الحصار على شمالي قطاع غزة، وقطع المساعدات الإنسانية عن مئات الآلاف من الفلسطينيين داخله، ومنعهم من الحصول على الطعام والشراب، واعتبار من سيبقى داخله مقاتلين، ما يعني إمكانية استهدافهم وقتلهم بعد إعلان المنطقة عسكرية مغلقة”.

ودقت حركة حماس ناقوس الخطر محذرة من مخططات الاحتلال الإسرائيلي تفريغ شمالي قطاع غزة وتهجير سكانه، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع منذ أكثر من عام.

وقال القيادي بالحركة أسامة حمدان، الثلاثاء الماضي في بيان مصور لحمدان نشرته الحركة على موقعها الإلكتروني الرسمي، إن ما يحدث حاليا شمالي قطاع غزة لا سيما في جباليا ومخيمها هو “عملية إبادة جماعية مكتملة الأركان” تؤكد بدء إسرائيل بخطة فصل شمالي القطاع وتهجير سكانه.

وطالبت الحركة المجتمع الدولي بإجراءات فعالة لفرض قرارات تحمي المدنيين في غزة.

Read Previous

إنزال جوي لمساعدات إنسانية بمواصي خان يونس

Read Next

مصادر تكشف عن انسحاب عناصر “حزب الله” من معسكرين في ريف دمشق

Leave a Reply

Most Popular