أفادت مصادر خاصّة، اليوم الإثنين، بأنّ ميليشيات مرتبطة بـ”الحرس الثوري” الإيراني في شمال شرقي سوريا، ترفض المشاركة في معارك حماة.
وقالت المصادر إنّ الميليشيات الإيرانية لا ترغب في المشاركة في القتال بمعارك حماة، خشيةً من تعرّض “الكريدور” الإيراني لضربات قد تؤدّي إلى قطعه.
“الكريدور” الإيراني
وتقصد المصادر بـ”الكريدور” هو الممر الاستراتيجي للميليشيات الإيرانية من إيران إلى سوريا ولبنان مروراً بالعراق، والذي سبق أن تعرّضت الميليشيات ضمن هذا الممر، للعديد من الضربات الأميركية والإسرائيلية.
ويعتبر هذ “الكريدور” محوراً استراتيجياً لإيران، حيث تَستخدمه لنقل الأسلحة والمعدات والذخائر بين العراق وسوريا ولبنان، ما دفع الميليشيات الإيرانية شمال شرقي سوريا إلى التردد في الانخراط بمعارك جديدة، قد تعرّض هذا الخط الحيوي للخطر.
وبحسب المصادر فإنّ النظام السوري وفي محاولة لتعويض النقص البشري في صفوف قوّاته، سيعتمد على ميليشيات عابرة للحدود، لتعزيز قواته في مناطق المعارك بريفي حلب وحماة، بعد التقدّم الكبير للفصائل العسكرية في المنطقة.
وتشير المصادر إلى أنّ هذه التطورات تعكس تغييرات في أولويات الميليشيات الإيرانية، التي باتت تركّز على حماية مصالحها الاستراتيجية في سوريا، بدلاً من دعم العمليات العسكرية للنظام، الذي خسر مساحات واسعة من مناطق سيطرته، خلال أيام، وأبرزها مدينة حلب الاستراتيجية.
يأتي ذلك بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى العاصمة التركية أنقرة، اليوم الإثنين، ليبحث مع نظيره التركي تطورات المنطقة وسوريا، مشيراً في تصريحات نقلتها وكالة “الأناضول” إلى أنّ “مجموعات (المقاومة)، ستساند قوات النظام السوري”.
وسبق أن شدّد “عراقجي” خلال لقائه رئيس النظام السوري بشار الأسد في دمشق، أمس الأحد، على موقف إيران الثابت إلى جانب النظام، معرباً عن استعداد بلاده لـ”تقديم مختلف أشكال الدعم في مواجهة التحديات”.
وفي أواخر شهر تشرين الأوّل الفائت، نفى مستشار “قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية”، علي أكبر ولايتي، وجود توتر في العلاقات بين إيران والنظام السوري، ووصف بشار الأسد بأنه “شخصية مؤثرة تؤمن بالمقاومة”، رغم نأي الأخير بنفسه عن “معارك الإسناد” ضد إسرائيل.
وتسعى إيران لاستغلال التصعيد العسكري من قبل فصائل المعارضة السوريّة في الشمال السوري، لإعادة “النظام” إلى محورها، الذي يواجه تصعيداً غير مسبوق من قبل إسرائيل، التي اغتالت معظم قيادات الصف الأول والثاني في “حزب الله” اللبناني، وشنّت العديد من الغارات في سوريا لقطع الإمدادات عن الحزب والميليشيات الإيرانية.
يبدو أنّ إيران تعيش حالة ارتباك من جرّاء ما يحصل في سوريا، بعد عملية “ردع العدوان” التي أطلقتها فصائل عسكرية، فجر الأربعاء الفائت، وسيطرت خلالها على كامل مدينة حلب ومعظم ريفها، بما فيها قواعد مؤثرة لـ”الحرس الثوري” الإيراني مثل جبل عزان ومعامل الدفاع في منطقة السفيرة بالريف الجنوبي الشرقي، بالإضافة إلى كامل محافظة إدلب، وعشرات المدن والبلدات في ريف حماة، التي يرجّح أن تشتد المعارك في محيطها.