أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن تصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب التي تتسم بطابع توسعي، تعكس تحولًا جذريًا عن الأعراف الدبلوماسية التقليدية في الولايات المتحدة.
وأوضح تقرير للكاتبتين جاكين أليماني وكات زاكريفكسي أن تصريحات ترامب الأخيرة، مثل اقتراحه الاستحواذ على غرينلاند، استعادة السيطرة على قناة بنما، واعتبار كندا الولاية الأمريكية رقم 51، تعبر عن رؤية تقوم على التوسع الإقليمي لتعزيز القوة الأمريكية.
تحليل الاستراتيجية
نقلت الصحيفة عن مسؤول في الفريق الانتقالي لترامب أن هذه التصريحات تمثل جهودًا لمواجهة النفوذ الروسي والصيني. وأكدت كيلي ماكناني، المتحدثة باسم فريق ترامب، أن هذه الأفكار “استراتيجية محسوبة” تهدف إلى تعزيز قوة الولايات المتحدة عالميًا، مشيرة إلى أن قادة العالم قد يقبلون على التفاوض مع إدارة ترامب.
في المقابل، حذر النائب الجمهوري السابق كارلوس كوربيلو من فلوريدا من أن هذه التصريحات قد تضر بالعلاقات الدولية، مشيرًا إلى أنها قد تؤدي إلى توترات مع دول أخرى دون الوصول إلى صراع عسكري.
غرينلاند وقناة بنما: محاور استراتيجية
أشار التقرير إلى الاهتمام الأمريكي بغرينلاند بسبب موقعها الاستراتيجي في القطب الشمالي ومواردها الغنية. وأوضح دبلوماسي دنماركي سابق أن الاهتمام الأمريكي بغرينلاند قد يكون تحسبًا لاستقلالها في المستقبل، وهو ما قد يعزز المصالح الاستراتيجية الأمريكية.
أما قناة بنما، فتمثل ممرًا بحريًا حيويًا يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، وهو ما يجعلها مهمة للتجارة والعمليات العسكرية الأمريكية. وأثار النفوذ الصيني المتزايد في الموانئ القريبة من القناة مخاوف لدى واشنطن، خاصة في سياق التوترات المتعلقة بتايوان.
انتقادات وتحذيرات
رأى ريان بيرغ، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن تركيز ترامب على مناطق مثل قناة بنما يعكس ثقته بقدرة الولايات المتحدة على تعزيز نفوذها في نصف الكرة الغربي، مقارنة بمناطق أخرى. وفي الوقت ذاته، انتقد مستشار محافظ الحلول العسكرية التي يتبناها بعض الجمهوريين، واصفًا إياها بأنها خطيرة، خصوصًا في التعامل مع قضايا المخدرات القادمة من المكسيك.
نحو إعادة تشكيل الدبلوماسية
خلص التقرير إلى أن رؤية ترامب القائمة على التوسع الإقليمي والتكتيكات غير التقليدية قد تعيد تشكيل العلاقات الخارجية للولايات المتحدة، ما يضعها أمام تحديات وفرص جديدة في الساحة الدولية.