سيريا مونيتور
دعا رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا، باولو بينيرو، إلى محاسبة المتهمين بارتكاب جرائم خلال فترة حكم نظام بشار الأسد، مشيراً إلى استعداد اللجنة للتعاون مع الإدارة السورية الجديدة لمحاكمة الجناة أمام المحاكم الدولية.
أكد بينيرو أن سقوط نظام الأسد يمثل تحولاً تاريخياً لسوريا، حيث أنهى عقوداً من الحكم الاستبدادي، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تتجاوز كونها انتقالاً حكومياً عادياً.
وأوضح أن الإدارة الجديدة برئاسة أحمد الشرع أظهرت قدرة على تحقيق الاستقرار وضبط الجماعات المسلحة، مؤكداً على وعودها بحماية الأقليات الدينية ومنع أي استهداف أو استفزاز لهم.
ونقلت وكالة الأناضول عن بينيرو قوله إن الحوادث المثيرة للقلق التي وقعت كانت محدودة، وأن الجماعات المسلحة استجابت لدعوات الإدارة الجديدة إلى التهدئة.
خطوات لتعزيز الاستقرار
شدد بينيرو على أهمية التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار كخطوة أساسية لضمان استقرار البلاد.
كما أشار إلى السماح للمنظمات الدولية بالعمل بحرية في سوريا، معتبراً زيارة لجنة التحقيق الدولية لدمشق بعد 13 عاماً من القيود تطوراً إيجابياً يعكس نوايا الإدارة الجديدة.
وأكد بينيرو أن اللجنة تركز جهودها على جمع الأدلة وحفظها لملاحقة مرتكبي الجرائم أمام القضاء الدولي، قائلاً:
“الأدلة هي الركيزة الأساسية لمحاكمة المسؤولين عن جرائم التعذيب والقتل والخطف”.
وأوضح أن اللجنة تمتلك قائمة سرية بأسماء المتورطين، تضم شخصيات عسكرية وأمنية ومؤسسات يُزعم تورطها في الانتهاكات، مشيراً إلى ضرورة بناء سلسلة قيادية واضحة لمحاسبة المسؤولين.
تحديات المحاسبة الدولية
أشار بينيرو إلى العقبات التي تواجه إحالة القضايا إلى المحكمة الجنائية الدولية بسبب استخدام روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن، داعياً إلى البحث عن آليات قانونية بديلة لتحقيق العدالة.
كما كشف أن قائمة المتهمين تشمل شخصيات قيادية ومسؤولين بارزين، مؤكداً أن التركيز على محاسبة الجناة الرئيسيين سيشكل خطوة محورية لتحقيق العدالة.
أعرب بينيرو عن استعداد اللجنة للتعاون مع الحكومة السورية الانتقالية في إعداد القضايا الجنائية وتقديم الدعم في المحاكمات الدولية.
وأضاف:
“تعامل الحكومة الانتقالية مع آلاف المتهمين يشكل أحد أبرز التحديات في المرحلة المقبلة”.
وأكد أن التنسيق مع المنظمات الدولية والمحاكم المتخصصة سيساهم في ضمان إنصاف الضحايا وتحقيق العدالة.
