سيريا مونيتور…
كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير أعده الصحفيان إدوارد هيلمور وسيسليا نويل عن حجم الأضرار الكبيرة التي خلفتها الحرائق المندلعة في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية. وأفاد التقرير أن رقعة النيران تتسع بشكل متسارع، مما دفع السلطات إلى إجلاء آلاف السكان، وسط تحذيرات من أن الرياح القوية قد تزيد الوضع سوءًا.
أوضح التقرير أن الحرائق التهمت مساحات واسعة تعادل ثلاثة أضعاف مساحة مدينة مانهاتن، مما أدى إلى تدمير نحو 12 ألف منزل، بالإضافة إلى إجلاء ما يقارب 200 ألف شخص. وأكدت الصحيفة أن أحياء كاملة تعرضت للدمار الكامل بسبب النيران.
نقص المياه يعوق جهود الإطفاء
تطرق المقال إلى قرار حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، الذي أمر بفتح تحقيق بشأن توافر المياه اللازمة لمكافحة الحرائق، وذلك بعد ورود تقارير تفيد بتعطل أحد خزانات المياه أثناء اشتعال النيران.
بدورها، انتقدت مديرة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، كريستين كرولي، تقليص الميزانيات ونقص المياه، مؤكدة أن هذه العوامل عرقلت عمل رجال الإطفاء وأثرت سلبًا على جهود السيطرة على الحرائق.
جهود دولية لدعم عمليات الإطفاء
ذكر التقرير أن دولًا مثل كندا والمكسيك قدمت الدعم للولايات المتحدة بإرسال فرق من رجال الإطفاء للمساعدة في احتواء النيران. وأوضح أن فرق الإطفاء في لوس أنجلوس لجأت إلى حفر خنادق كبيرة حول مناطق الحريق، إلى جانب استخدام الطائرات لإلقاء كميات كبيرة من المياه والمواد المضادة للحرائق بهدف الحد من انتشار النيران.
خسائر بشرية متزايدة
أفادت الصحيفة بأن عدد القتلى جراء الحرائق ارتفع إلى 16 شخصًا على الأقل، بينما لا يزال 13 شخصًا في عداد المفقودين. وأكدت السلطات أنها استعانت بالكلاب البوليسية للبحث عن مزيد من الضحايا في المناطق التي دمرتها الحرائق.
صرح عمدة لوس أنجلوس، روبرت لونا، بأن أعداد الضحايا قد ترتفع مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ. كما بدأت الفرق الطبية في التعرف على هوية الضحايا، في حين توافد أقاربهم إلى مواقع الحرائق للبحث عن أحبائهم.
أعلنت إدارة الصحة العامة في لوس أنجلوس حالة الطوارئ الصحية، محذرة من المخاطر الناتجة عن الدخان الكثيف الذي تسبب في تلوث الهواء بشكل كبير. ودعت الإدارة المواطنين إلى ارتداء أقنعة الوجه عند الخروج من المنازل لتقليل التعرض للهواء الملوث.
تعد هذه الحرائق واحدة من أكثر الكوارث المدمرة التي شهدتها لوس أنجلوس في تاريخها. وبينما تعمل السلطات على احتواء الموقف، يواجه السكان تحديات كبيرة، سواء من الناحية الإنسانية أو الصحية، في ظل الجهود المستمرة للحد من الخسائر البشرية والمادية.