عقد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ونظيره التركي، هاكان فيدان، يوم الأربعاء، مؤتمرًا صحفيًا في العاصمة التركية أنقرة، تناولا خلاله سبل تعزيز التعاون الثنائي وبناء علاقات استراتيجية تخدم مستقبل سوريا والمنطقة.
وأكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أهمية تطوير العلاقات مع الإدارة السورية الجديدة، مشيرًا إلى أن الاجتماعات الأخيرة ركزت على التعاون في مختلف المجالات. كما شدد على دعم بلاده للجهود المبذولة من قبل الحكومة السورية الجديدة لتلبية تطلعات الشعب السوري.
وأوضح فيدان أن تركيا تحملت تحديات كبيرة في التعامل مع الملف السوري، لا سيما في ظل العقوبات المفروضة على سوريا، متهمًا النظام السابق بتصدير الإرهاب لدول الجوار. وأضاف أن تركيا ستدعم سوريا في مكافحة التنظيمات الإرهابية، مع رفضها القاطع لأي محاولات لتقسيم الأراضي السورية. وقال: “نحن مستعدون لدعم وحدة الأراضي السورية ولدينا خبرة كبيرة في مكافحة الإرهاب والتعاون الدولي بهذا المجال”.
كما أشار الوزير التركي إلى استمرار التواصل مع الجانب السوري لإعادة هيكلة المؤسسات السورية وتطويرها، مع التركيز على القضايا الإنسانية، بما في ذلك إعادة مليوني نازح إلى منازلهم وضمان استقرارهم في المرحلة المقبلة. وأكد سعي بلاده إلى تطوير العلاقات مع سوريا في جميع المجالات.
من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن الحكومة السورية تعمل على بناء سوريا جديدة تلبي تطلعات الشعب، وتركز على تعزيز الاستقرار في المنطقة بعد سنوات طويلة من التحديات. وأشار إلى أن النظام السابق كان سببًا في زعزعة استقرار المنطقة، مشددًا على أهمية توحيد الصفوف وتحقيق المصالحة الوطنية لبناء وطن موحد.
وفيما يخص العلاقات مع تركيا، أبدى الشيباني تطلع بلاده لبناء علاقات ودية مع أنقرة، مؤكدًا على عدم السماح باستخدام الأراضي السورية لتهديد دول الجوار. وأضاف أن سوريا مستعدة للتعاون مع الأطراف العربية والدولية لدعم جهود إعادة الإعمار وبناء مستقبل أفضل.
كما أشار الوزير السوري إلى انعقاد مؤتمر وطني قريبًا، يهدف إلى تحقيق توافق بين السوريين بشأن قرارات استراتيجية تصب في مصلحة البلاد. وانتقد وجود قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق البلاد، معتبرًا أن وجودها لم يعد مبررًا، ودعا إلى إعادة تقييم وضع المؤسسات التي تشكلت خلال السنوات الماضية.
وفي ختام تصريحاته، أكد الشيباني أن سوريا المستقبل ستكون دولة تحترم جميع مواطنيها، وأن الحكومة السورية ملتزمة بتحقيق هذا الهدف بكل السبل الممكنة.