سيريا مونيتور..
كشفت مصادر سورية عن قرار الإدارة السورية الجديدة بإلغاء عقد تشغيل وإدارة ميناء طرطوس، الذي كان موقّعًا مع شركة “إس.تي.جي سترويترانسجاز” الروسية خلال فترة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد. ونقلت وكالة “رويترز” هذه المعلومات عن ثلاثة رجال أعمال سوريين، بينما لم يصدر تعليق رسمي من حكومة تصريف الأعمال حول صحة هذه التقارير.
في المقابل، أكدت وكالة الأنباء الروسية “تاس” عن مسؤول روسي أن إلغاء العقد تم من طرف واحد دون إشعار رسمي من دمشق، ما يثير تساؤلات حول مستقبل التعاون الروسي السوري في هذا المجال. ووفقًا لصحيفة “الوطن” السورية، أشار مدير جمارك طرطوس رياض جودي إلى أن الإيرادات الناتجة عن المرفأ أصبحت تعود بالكامل للدولة السورية بعد إنهاء الاتفاقية، فيما تعمل الحكومة على إعادة هيكلة المرفأ وتحسين كفاءته التشغيلية.
كما أوضح جودي أن الحكومة تسعى لتخفيض الرسوم الجمركية على بعض البضائع بنسبة تصل إلى 60%، بهدف تعزيز تنافسية الميناء مقارنة بالمرافئ الأخرى في المنطقة. وأشار إلى البدء بإعادة العاملين إلى وظائفهم داخل المرفأ، مع إعداد خطط لتأهيل وصيانة المعدات القديمة التي ظلت دون تحديث في إطار الاتفاقية السابقة مع الجانب الروسي.
تاريخيًا، كانت شركة “إس.تي.جي سترويترانسجاز” مكلفة بتطوير وتشغيل ميناء طرطوس، وهو ثاني أكبر ميناء في سوريا بعد ميناء اللاذقية، إلا أن النفوذ الروسي في سوريا يشهد تراجعًا كبيرًا منذ انهيار نظام بشار الأسد. تأتي هذه التطورات في ظل محادثات مستمرة بين الإدارة السورية الجديدة وموسكو بشأن مستقبل الوجود العسكري والسياسي الروسي في سوريا.
التحولات في المشهد السوري جاءت بعد سيطرة فصائل المعارضة على العاصمة دمشق يوم 8 كانون الأول/ ديسمبر، وانسحاب قوات النظام من المؤسسات والشوارع، معلنة بذلك نهاية حكم حزب البعث الذي استمر 61 عامًا، ونهاية حقبة عائلة الأسد التي استمرت 53 عامًا.
وفي أعقاب هذه الأحداث، تم تكليف المهندس محمد البشير، رئيس حكومة الإنقاذ السابقة في إدلب، بتشكيل حكومة انتقالية لإدارة شؤون البلاد حتى الأول من آذار/ مارس المقبل.