سيريا مونيتور..
دعت الحكومة الألمانية إلى إجراء إصلاحات سياسية شاملة في سوريا، تزامناً مع إعادة تشغيل عجلة الاقتصاد، عقب قرار الاتحاد الأوروبي تعليق العقوبات المفروضة على البلاد.
وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أن قرار تعليق العقوبات “ليس شيكاً على بياض” للإدارة السورية الجديدة، مشددة على ضرورة إشراك جميع مكونات المجتمع السوري في عملية انتقالية تؤدي إلى صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات حرة.
وأشارت بيربوك إلى أهمية تحسين البنية التحتية في سوريا، لاسيما قطاع الكهرباء، باعتباره أساسياً لإعادة بناء الاقتصاد وتشغيل القطاعات الحيوية، مؤكدة أن هذه الخطوة تهدف إلى وضع البلاد على طريق التعافي والتنمية.
من جهتها، وصفت وزيرة التنمية الألمانية، سفينيا شولتز، القرار الأوروبي بتعليق العقوبات بأنه “خطوة حاسمة” لدعم إعادة إعمار سوريا، مشيرة إلى أن العقوبات السابقة أسهمت في سقوط نظام الأسد، لكنها أصبحت عائقاً أمام إعادة بناء البلاد. وأضافت أن الشركات الألمانية والأوروبية أصبحت الآن أكثر استعداداً للاستثمار في سوريا دون مخاوف قانونية.
الاتحاد الأوروبي يعلن تعليق العقوبات على سوريا لمدة عام
وخلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، تم الاتفاق على تعليق تدريجي للعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا لمدة عام واحد. وأوضحت ممثلة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن الاتحاد يتوقع من القيادة السورية اتخاذ خطوات إيجابية لتحقيق الاستقرار والإصلاحات، مشيرة إلى أن أي تحركات إيجابية ستقابل بمزيد من التخفيف للعقوبات.
وشمل القرار تعليق القيود على قطاعات رئيسية، منها حركة الطيران، والشحن، والبنية التحتية المصرفية، وقطاع الطاقة. كما أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده لإعادة فتح سفارته في دمشق بشكل كامل لمراقبة الوضع ميدانياً.
ترحيب سوري بقرار تعليق العقوبات
بدورها، رحبت وزارة الخارجية السورية بالخطوة الأوروبية، ووصفتها بأنها “إيجابية” وتمهد الطريق للتعافي الاقتصادي وتعزيز الاستقرار. وأعربت الوزارة عن أملها في أن يؤدي القرار إلى إعادة البلاد إلى مسارها الطبيعي، مشددة على أن التعافي الاقتصادي سيسهم في تحسين الظروف المعيشية للسوريين.
يرى مراقبون أن هذه الخطوات تشير إلى بداية تحول في السياسات الدولية تجاه سوريا، مع التركيز على دعم الاستقرار السياسي والاقتصادي. ويأمل الاتحاد الأوروبي من خلال تعليق العقوبات في تشجيع القيادة السورية على اتخاذ إجراءات إصلاحية حقيقية تسهم في تحقيق السلام والتنمية المستدامة.