مباحثات روسية سورية في دمشق: تعزيز العلاقات والتعاون المشترك

سيريا مونيتور..

أكد ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، أن المباحثات التي أجراها الوفد الروسي في دمشق مع قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، كانت إيجابية وبنّاءة، مشيراً إلى أن وضع المنشآت الروسية في سوريا لم يطرأ عليه أي تغيير.

ووصل بوغدانوف، صباح الثلاثاء، إلى العاصمة السورية على رأس وفد رفيع من وزارة الخارجية الروسية، ضم المبعوث الخاص لشؤون التسوية السورية، ألكسندر لافرنتييف، حيث أجرى محادثات مع الإدارة السورية الجديدة. وأفاد لموقع “روسيا اليوم” أن اللقاء الذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات، تخلله غداء عمل بحضور وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الصحة، ماهر الشرع، إلى جانب ممثلين عن مختلف المؤسسات الحكومية الروسية.

وشدد بوغدانوف على الطبيعة الودية والاستراتيجية للعلاقات الروسية السورية، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين راسخة منذ استقلال سوريا بعد الحرب العالمية الثانية، وأن روسيا مستعدة لدعم استقرار البلاد والمساهمة في إيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية. كما أشار إلى أهمية الحوار الداخلي السوري في تحقيق الوفاق والاستقرار.

وأضاف أن الجانب السوري أبدى تفهماً للموقف الروسي، مؤكداً استمرار العلاقات الدبلوماسية الوثيقة بين البلدين، مشيراً إلى أن تغيير الأعلام، سواء في روسيا عام 1991 أو في سوريا مؤخراً، لا يؤثر على طبيعة الشراكة بين الجانبين.

وتناولت المباحثات أيضاً العلاقات الاقتصادية والتجارية، حيث سلط بوغدانوف الضوء على المشاريع الروسية السابقة في سوريا، بما في ذلك البنى التحتية في مجالات الطاقة والنقل والري، مؤكداً على ضرورة استمرار التعاون في هذه المجالات. كما أشار إلى التحديات التي واجهت الشركة الروسية المستثمرة في ميناء طرطوس، لكنه أكد استعداد روسيا لمواصلة العمل على تحديث المرفأ بالتعاون مع الجانب السوري.

وأكد بوغدانوف أن روسيا تتفهم الأوضاع الصعبة في سوريا، وأن الإدارة السورية الجديدة تعمل على تشكيل حكومة انتقالية بعد شهر رمضان، ووضع دستور جديد خلال ثلاث سنوات، وإجراء انتخابات خلال أربع سنوات. واعتبر أن هذه الخطوات قد تبدو بطيئة لكنها تصب في مصلحة الاستقرار السياسي والأمني.

من جانبها، أكدت الإدارة السورية الجديدة في بيانها حول الزيارة، أن العلاقات مع روسيا يجب أن تُبنى على أسس تحترم إرادة الشعب السوري وتعالج أخطاء الماضي. وأوضحت أن المناقشات ركزت على قضايا أساسية، من بينها سيادة سوريا وسلامة أراضيها، مؤكدة دعم روسيا للتغييرات الإيجابية الجارية في البلاد.

كما تناولت المحادثات آليات العدالة الانتقالية لضمان المساءلة وتحقيق العدالة لضحايا النزاع، مشيرة إلى أن روسيا تلعب دوراً في إعادة بناء الثقة مع الشعب السوري من خلال المساهمة في جهود التعويض وإعادة الإعمار. وشددت الإدارة السورية على التزامها بالحوار مع جميع الأطراف لبناء مستقبل قائم على العدالة والكرامة والسيادة.

Read Previous

“إلغاء المؤسسة العامة للتجارة الخارجية في سوريا: خطوة نحو تحسين الاقتصاد وإعادة الهيكلة”

Read Next

حل تنظيم “حراس الدين” في سوريا وإعلان انتهاء مهمته..

Most Popular