سيريا مونيتور..
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا بتعليق جميع المساعدات الخارجية الأمريكية لمدة 90 يومًا، في خطوة تهدف إلى مراجعة آليات التمويل وتقييم البرامج القائمة. وأثار القرار مخاوف واسعة، خصوصًا في الدول العربية التي تعتمد على منح ودعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في مجالات مختلفة مثل التعليم، الصحة، الغذاء، والمياه.
وقف التمويل لمراجعة شاملة
وفقًا لوسائل إعلام أمريكية، فقد أمر وزير الخارجية ماركو روبيو بوقف كافة المساعدات الخارجية المقدمة من وزارة الخارجية ووكالة USAID لحين استكمال المراجعة، مع إعطاء الصلاحية النهائية لوزير الخارجية لاتخاذ قرارات بشأن استئناف، تعديل، أو إيقاف التمويل.
وأوضحت مصادر رسمية أن التمويل قد يُعاد لبعض المشاريع قبل انقضاء المهلة المحددة، بشرط الحصول على الموافقة النهائية من المسؤولين المعنيين.
قلق في الدول العربية من تداعيات القرار
الأردن
كشفت مصادر لموقع “رؤيا” الأردني أن قرار تعليق المساعدات الخارجية شمل تمويل مشاريع إنسانية وتنموية تديرها USAID، ما أثر بشكل مباشر على موظفي تلك المشاريع، الذين يعملون بعقود مباشرة مع الوكالة.
العراق
وفي العراق، ذكرت وسائل إعلام محلية أن USAID أوقفت جميع مشاريعها، بما في ذلك الدعم المقدم للمنظمات المدنية والحكومية، تنفيذًا للقرار الأمريكي الجديد.
مصر
أما في مصر، فقد أثار القرار موجة من الغضب بين الطلاب المستفيدين من منح USAID، حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو ومنشورات تحت وسم #أنقذوا_مستقبلنا و #أزمة_طلاب_المنحة، يعبّر فيها الطلبة عن مخاوفهم من فقدان المنح الدراسية.
ونقلت صحيفة “الشروق” المصرية عن مصدر مسؤول في وزارة التعليم العالي أن الوزارة تدرس آليات التعامل مع الوضع الجديد للحفاظ على حقوق الطلاب. كما كشف بعض المتضررين أن الوكالة أبلغتهم رسميًا عبر البريد الإلكتروني بتعليق كافة المنح لمدة 90 يومًا، مما دفع البعض إلى العودة إلى الجامعات الحكومية أو محاولة تأمين تمويل بديل لاستكمال دراستهم.
خفض متوقع وتأثيرات اقتصادية كبيرة
يرى الخبير في الشؤون الأمريكية، د. سعيد صادق، أن تجميد المساعدات الأمريكية قد يمتد لأكثر من 90 يومًا، بل قد يصبح خفض المساعدات الخارجية نهجًا دائمًا في إطار سياسة “أمريكا أولًا” التي يتبناها ترامب.
وأوضح صادق أن هذا القرار سيؤثر على آلاف المستفيدين في المنطقة العربية، لا سيما في قطاعات التعليم والتنمية، مما قد يفاقم الأعباء الاقتصادية على الحكومات والمجتمعات المحلية.
وأضاف أن إدارة ترامب السابقة (2018-2021) كانت قد قلّصت بالفعل الإنفاق على المساعدات الخارجية، وأوقفت تمويل وكالات تابعة للأمم المتحدة، مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، إضافة إلى تعليق المساعدات للسلطة الفلسطينية.
مع استمرار سياسة ترامب التي تهدف إلى تقليص الإنفاق الخارجي، يتوقع الخبراء أن تشهد المرحلة المقبلة تخفيضات إضافية في المساعدات الأمريكية، مما سيؤدي إلى أضرار أوسع على المستفيدين من هذه البرامج في العالم العربي.