سيريا مونبتور..
شهدت قرية طرنجة في ريف القنيطرة، مساء الجمعة، حادثة تبادل لإطلاق النار، حيث أعلنت إسرائيل عن هجوم مسلح استهدف قواتها، بينما أكدت مصادر محلية أن الاشتباك نجم عن محاولة اعتقال أحد الشبان من قبل قوة إسرائيلية متوغلة داخل القرية.
اشتباك خلال محاولة اعتقال
قوة عسكرية إسرائيلية دخلت قرية طرنجة بهدف اعتقال شاب سوري، إلا أن الأخير واجه محاولة اعتقاله بإطلاق النار، ما أدى إلى اشتباك انتهى باعتقاله مع شخص آخر كان متواجداً في المكان.
من جهتها، زعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن “خمسة مسلحين سوريين أطلقوا النار على قوة إسرائيلية شمالي المنطقة العازلة في القنيطرة”، مضيفة أن الجنود ردوا على مصدر النيران دون وقوع إصابات، قبل أن يتوغلوا داخل القرية ويعتقلوا شخصين.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن القوات ستبقى منتشرة في المنطقة وستتحرك لمنع أي تهديدات ضد إسرائيل، وفق تعبيره.
تصعيد عسكري عقب سقوط النظام
جاءت هذه الأحداث بعد ساعات فقط من دخول إدارة العمليات العسكرية إلى دمشق وإعلان إسقاط نظام الأسد في 8 كانون الأول الماضي. مستغلة الفراغ الأمني في سوريا، سارعت إسرائيل إلى تنفيذ إحدى أكبر الهجمات الجوية في تاريخها، تلاها توغل بري غير مسبوق امتد إلى كامل المنطقة العازلة في الجولان المحتل، التي تم تحديدها وفق اتفاق وقف الاشتباكات بين إسرائيل وسوريا عام 1974.
التوسع العسكري الإسرائيلي وصل إلى جبل الشيخ في ريف دمشق، وهو موقع استراتيجي يمنح إسرائيل قدرة استخبارية متقدمة، ما جعل قوات الاحتلال تتمركز على بُعد أقل من 25 كيلومتراً من دمشق.
بناء عسكري في المنطقة العازلة
في تطور آخر، كشفت صور أقمار صناعية حديثة، التقطتها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في 21 من الشهر الجاري، عن إنشاءات عسكرية إسرائيلية داخل المنطقة العازلة منزوعة السلاح. تظهر الصور أعمال بناء، وشاحنات، وهياكل جديدة، إلى جانب طريق جديد يربط تلك المنشآت بالأراضي الإسرائيلية، ما يعكس توجهًا نحو تعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي في الجولان.
ردًا على التوسع الإسرائيلي، خرجت مظاهرات غاضبة في عدد من المناطق بالجنوب السوري، منددة بالتصعيد العسكري. إلا أن الجيش الإسرائيلي واجه الاحتجاجات بالقوة، حيث تم إطلاق الرصاص واعتقال عدد من المتظاهرين.
يأتي هذا المشهد وسط ترتيبات انتقالية في سوريا، في وقت تحاول فيه مختلف الأطراف الإقليمية والدولية إعادة تشكيل الخارطة السياسية بعد انهيار النظام السابق، بينما تستغل إسرائيل الأوضاع لتحقيق مكاسب استراتيجية في الجولان والمناطق الحدودية.