سيريا مونيتور..
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، اليوم الأحد، أن إسرائيل تعمل على إنشاء مواقع عسكرية داخل المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية، والتي تخضع لمراقبة الأمم المتحدة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974.
وبحسب التقرير، الذي استند إلى صور أقمار صناعية وشهادات سكان محليين، فقد أقام الجيش الإسرائيلي نقاط تفتيش، وأغلق طرقًا، وداهم منازل، وأجبر بعض العائلات على النزوح، إضافة إلى استخدام القوة ضد محتجين تظاهروا رفضًا لوجوده في عدة قرى سورية اجتاحها الشهر الماضي. وعلى الرغم من مزاعم إسرائيل بأن وجودها مؤقت ويهدف فقط إلى تأمين المنطقة بعد انهيار نظام بشار الأسد، إلا أن أعمال البناء المستمرة توحي بخطط طويلة الأمد.
بناء عسكري يشير إلى نوايا بعيدة المدى
وأفادت الصحيفة بأن صور الأقمار الصناعية أظهرت وجود منشآت ومركبات عسكرية داخل قواعد مسورة، إلى جانب شق طريق جديد يمتد من الحدود إلى تلة بالقرب من قرية كودنة، مما يمنح القوات الإسرائيلية نقطة مراقبة استراتيجية. ويرى محللون أن هذه المواقع تشبه إلى حد كبير القواعد العسكرية الإسرائيلية المنتشرة في مرتفعات الجولان المحتل.
من جانبه، صرّح محمد مريويد، رئيس بلدية جباتا الخشب، بأن القوات الإسرائيلية أقامت موقعًا عسكريًا جديدًا على أطراف قريته، متسائلًا: “كيف يكون ذلك وجودًا مؤقتًا وهم يبنون قواعد عسكرية؟”.
وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي تجاوز “خط ألفا”، الحد الفاصل بين القوات وفق اتفاق 1974، وتقدم داخل المنطقة العازلة بل وفي بعض المواقع توغل لمسافات أعمق داخل الأراضي السورية، وهو ما يعزز الشكوك حول نوايا تل أبيب.
إسرائيل تستغل الفراغ الأمني في سوريا
بدأت إسرائيل تحركاتها العسكرية بعد ساعات من دخول “إدارة العمليات العسكرية” إلى دمشق وسقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول الماضي. ومع انشغال البلاد بترتيبات المرحلة الانتقالية، استغلت تل أبيب حالة الفراغ الأمني لتشن واحدة من أكبر الهجمات الجوية في تاريخها، تلاها توغل بري غير مسبوق امتد ليشمل كامل المنطقة العازلة في الجولان المحتل، وفقًا لاتفاق 1974، ووصل إلى جبل الشيخ في ريف دمشق، الذي يمنحها قدرة استخبارية متقدمة.
ووفق الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي بات على بعد أقل من 25 كيلومترًا من دمشق، مما يعزز المخاوف بشأن مخططاته في المنطقة.
موقف الجيش الإسرائيلي
وفي رده على التقرير، اكتفى الجيش الإسرائيلي بالقول إن قواته “تعمل داخل المنطقة العازلة وفي مواقع استراتيجية لحماية سكان شمال إسرائيل”. أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد صرّح في وقت سابق بأن انتشار قواته في المنطقة غير محدد المدة، مشيرًا إلى “مخاوف أمنية”.
ويطرح هذا التوغل الإسرائيلي تساؤلات حول مستقبل التوازن العسكري في الجولان، وتأثيره على الجهود الدولية لاستقرار سوريا في مرحلة ما بعد الأسد.