انسحاب القوات الأمريكية من سوريا ومستقبل قوات سوريا الديمقراطية

سيريا مونيتور..

تتزايد التكهنات بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، بعد تقارير إعلامية أمريكية كشفت عن وجود خطط داخل وزارة الدفاع الأمريكية لسحب الجنود الأمريكيين من الأراضي السورية. وأثارت هذه الأنباء تساؤلات حول مصير قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تُعتبر حليفاً أساسياً لواشنطن في المنطقة.

خطط الانسحاب الأمريكي
ووفقاً لما أوردته شبكة “إن بي سي” الأمريكية، فإن البنتاغون يعمل على إعداد خطط لسحب القوات الأمريكية من سوريا، مع وضع سيناريوهات زمنية تتراوح بين 30 إلى 90 يوماً. وأشارت التقارير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولين في إدارته يدفعون باتجاه تنفيذ الانسحاب، ما استدعى تحركات داخل وزارة الدفاع لوضع خطط التنفيذ.

في المقابل، نفت “قسد” علمها بأي خطط أمريكية للانسحاب، حيث قال المتحدث باسمها، فرهاد شامي، إن انسحاب القوات الأمريكية قد يسمح لتنظيم “داعش” والقوى الأخرى باستعادة نفوذها، كما حدث في عام 2014. من جهتها، صرّحت ممثلة مجلس “قسد”، ليلى موسى، بأنهم يفضلون بقاء القوات الأمريكية حتى استقرار الوضع في البلاد، مؤكدة أن الأكراد سيواصلون الدفاع عن أراضيهم في حال انسحاب القوات الأمريكية.

التحديات التي تواجه “قسد”
يثير الحديث عن سحب الحماية الأمريكية مخاوف داخل “قسد”، حيث تواجه تحديات كبيرة في ظل محاولات دمشق استعادة السيطرة على كافة الأراضي السورية. ومنذ بدء الأزمة، أجرت الحكومة السورية مفاوضات مع “قسد” بهدف دمجها في الجيش السوري الجديد مقابل الاعتراف ببعض الحقوق الثقافية للأكراد، إلا أن الأخيرة استمرت في رفض هذه العروض، مستندة إلى الدعم الأمريكي.

ويشير محللون إلى أن الانسحاب الأمريكي سيتيح المجال أمام دمشق لتعزيز سيطرتها، كما سيفتح الباب أمام تركيا، التي تعتبر “قسد” امتداداً لحزب العمال الكردستاني المصنّف كتنظيم إرهابي، لاتخاذ خطوات عسكرية ضدها.

في هذا السياق، يرى السياسي الكردي علي تمي أن أي انسحاب أمريكي من شأنه أن يضعف موقف “قسد” خلال المفاوضات، خاصة في ظل التحولات الدولية التي تصب في صالح الحكومة السورية. أما الباحث السوري رضوان زيادة، فيرى أن فقدان الحماية الأمريكية سيجعل “قسد” عرضة لضغوط أكبر من دمشق وأنقرة على حد سواء.

التحركات الفرنسية
إلى جانب الولايات المتحدة، تُعد فرنسا من أبرز الدول الداعمة لـ”قسد”، وقد عملت مع كل من بريطانيا والولايات المتحدة على محاولة التوسط بين “قسد” والحكومة السورية للوصول إلى تسوية. ومع تصاعد الحديث عن انسحاب أمريكي محتمل، دعت باريس إلى دمج “قسد” ضمن المرحلة الانتقالية في سوريا.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة أن دعوة فرنسا تأتي بعد توافر معطيات لديها تؤكد جدية الانسحاب الأمريكي. وأضاف أن إعداد وزارة الدفاع الأمريكية لخطط انسحاب يشير إلى وجود نية حقيقية لتنفيذ هذه الخطوة، ما قد يسرّع في استعادة دمشق سيطرتها على المناطق التي تديرها “قسد”.

مستقبل “قسد” والمفاوضات مع دمشق
تعوّل “قسد” على نجاح مفاوضاتها مع دمشق، حيث قامت بتشكيل عدة لجان لمناقشة القضايا العالقة، بما في ذلك الأمور العسكرية والنفطية. ورغم أن الحكومة السورية تبدي ميلاً نحو المسار التفاوضي، فإنها لم تستبعد اللجوء إلى القوة العسكرية في حال فشل المفاوضات.

وفي ظل التطورات المتسارعة، يبدو أن مستقبل “قسد” سيتحدد بناءً على الموقف النهائي للولايات المتحدة من مسألة الانسحاب، إلى جانب قدرة “قسد” على التوصل إلى تفاهمات مع دمشق تضمن لها دوراً في سوريا المستقبلية.

Read Previous

مصر تستضيف “قمة عربية طارئة” حول القضية الفلسطينية في 27 فبراير

Read Next

عراضة سورية شامية داخل الكونغرس لأحد الداعمين الأساسيين لتحرر سوريا

Most Popular