سيريا مونيتور..
استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الخميس، وزير الخارجية القبرصي كونستاندينوس كومبوس والوفد المرافق له في قصر الشعب بدمشق، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
تناول اللقاء اللقاء عدة قضايا، من بينها موقف قبرص من مسألة رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا، وهو ملف يشهد تبايناً داخل الاتحاد الأوروبي، حيث تطالب كل من اليونان وقبرص بضمانات قبل الموافقة على أي تخفيف لهذه العقوبات.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية اليوناني جيورجوس جيرابتريتيس أن بلاده تواصل المشاركة الفاعلة في المفاوضات الخاصة بمستقبل سوريا، مشدداً على أهمية التزام الحكومة السورية الجديدة بالقانون الدولي، ولا سيما قانون البحار.
وتسعى سوريا وقبرص منذ سنوات إلى ترسيم حدودهما البحرية في شرق البحر المتوسط، إلا أن هذه المفاوضات لم تصل حتى الآن إلى اتفاق رسمي بسبب تعقيدات سياسية واقتصادية، تتداخل فيها مصالح دولية وإقليمية.
وتشير تقارير دبلوماسية أوروبية إلى أن اليونان وقبرص ما زالتا تعرقلان رفع العقوبات المفروضة على سوريا، رغم أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اتفقوا، خلال اجتماع سياسي الشهر الماضي، على رفع جزئي لهذه العقوبات.
إلى جانب ذلك، يُعتبر ملف اللاجئين السوريين من القضايا المطروحة بين الجانبين، حيث كشفت الحكومة القبرصية أن عدداً متزايداً من السوريين الذين لجؤوا إلى الجزيرة عقب اندلاع الأزمة السورية بدأوا في سحب طلبات لجوئهم والعودة إلى بلادهم، منذ سقوط نظام بشار الأسد.
ووفقاً لتصريحات وزير الهجرة القبرصي نيكولاس يوانيدس، فإن الفترة الممتدة بين 9 ديسمبر 2024 و31 يناير 2025 شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في عدد السوريين الذين تنازلوا عن طلبات اللجوء أو وضع الحماية.
وأوضح يوانيدس، في تصريح نقلته وكالة رويترز، أن قبرص سجلت في المتوسط 40 طلب لجوء يتم سحبه يومياً، لافتاً إلى أن 1,367 سورياً أعربوا عن نيتهم العودة إلى سوريا خلال هذه الفترة، حيث:
-سحب 944 شخصاً طلبات لجوئهم.
-تنازل 423 آخرون عن وضع اللاجئ أو الحماية الفرعية.
-غادر 755 سورياً الأراضي القبرصية باتجاه سوريا.
يأتي هذا اللقاء في ظل جهود دبلوماسية لإعادة ترتيب العلاقات بين سوريا والدول الأوروبية، وسط تداخل الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية، خصوصاً فيما يتعلق بالعقوبات الأوروبية، وترسيم الحدود البحرية، وعودة اللاجئين السوريين من قبرص.