نشرت مجموعة مرتزقة “صائدو الدواعش” الروسية، عبر حسابها في “تلجرام”، خلال اليومين الماضيين، عدة صور تدل على وصول معدات عسكرية لها في بادية تدمر حيث تنتشر بكثافة.
الصور التي اطلع عليها موقع تلفزيون سوريا، تتزامن مع توارد أنباء عن اندلاع معارك بين قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية والمرتزقة الروس، من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة” من جهة أخرى على امتداد البادية، وخاصة عند تدمر وقرب حماة ودير الزور.
مجموعة “صائدو الدواعش” علقت على الصور التي تظهر صناديق محملة بالذخيرة والقذائف بالقول “وصل البريد الصحراوي السريع”، في إشارة إلى وجود معارك في المنطقة.
وتنقسم مجموعة “صائدو الدواعش” إلى قسمين الأول، مكون من مرتزقة روس مهمتهم الإشراف على تدريب ميليشيا “الفيلق الخامس”، إلى جانب مهام قتالية أخرى.
أما القسم الآخر فهو من السوريين، وهؤلاء هم من أبناء الساحل الذين فقدوا ذويهم في الحرب ضد فصائل المعارضة، وفق تقرير سابق، لموقع “روسيا اليوم”، إذ أشار، حينئذ، إلى أن مهمة هذه المجموعة هي حراسة آبار النفط بعد الانتهاء من تنظيم “الدولة”.
وعملت روسيا عدة مرات على الترويج لهذه الميليشيا في إعلامها، وظهرت هذه المجموعة في مناطق متعددة كان يوجد فيها التنظيم كبادية تدمر وعقيربات.
البادية.. هجمات لم تهدأ من قبل تنظيم “الدولة”
على الرغم من فقدانه السيطرة على الأرض، فإن تنظيم “الدولة”، يشن منذ آذار الفائت، بشكل شبه يومي، هجمات في منطقة البادية السورية، التي تشمل مدينة تدمر الأثرية، حيث يستهدف قوات النظام والميليشيات الإيرانية، لها، وفق ما تنشره وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم.
وفي 23 من تشرين الأول الفائت، نشرت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم، بياناً، اطلع عليه موقع تلفزيون سوريا، جاء فيه، أن عناصر التنظيم شنوا هجوماً في البادية ضمن معركة جديدة أطلق عليها التنظيم اسم “غزوة لبوا النداء”.
وقالت الوكالة إن عناصر التنظيم استهدفوا رتلاً للميليشيات الإيرانية وقوات النظام على الطريق الرابط بين مدينتي تدمر ودير الزور، بالأسلحة الرشاشة.
لماذا روسيا مهتمة بتدمر؟
وتحظى تدمر باهتمام روسي على عدة أصعدة، فمنذ أن سيطرت روسيا وقوات نظام الأسد على المدينة تدمر بعد معارك مع تنظيم “الدولة” في آذار 2017، نشرت موسكو العديد من قواتها داخل المدينة وفي الأماكن الأثرية منها.
وبعد إحكام السيطرة عليها، قدمت موسكو نموذجاً ثلاثيَ الأبعاد عن دمار المدينة، ويظهر النموذج الذي وصفه الإعلام الروسي بـ “الإنجاز والهدية” صوراً للمنطقة الأثرية في تدمر وتشمل المسرح ومعبد بل اللذين دمرهما تنظيم الدولة في 2015.
وتسعى روسيا من هذه الخطوة للفت نظر العالم إلى دمار تدمر بهدف جلب تمويل إعادة الترميم، بحسب تصريحات مسؤوليها، وذلك بعد توقيعها اتفاقيات مع النظام لإثبات وصايتها على آثار تدمر.
وكي تؤكد روسيا اهتمامها بتدمر، شرعت مطلع أيلول الفائت، في تصوير فيلم عن مدينة تدمر، واختارت شبه جزيرة القرم التي تحتلها في أوكرانيا مكاناً للتصوير.
وسائل إعلام روسية نشرت، حينئذ، صوراً للمرحلة الأولى من التصوير، وفق ما رصده موقع تلفزيون سوريا.
الصور بينت قيام الجيش الروسي بإزالة الألغام من مدينة تدمر، والأماكن الأثرية فيها. كما تظهر الصور شعارات وصوراً لرئيس النظام بشار الأسد.