سيريا مونيتور ،دمشق
وصل وفد يضم قيادات بارزة من الفصائل المحلية في محافظة السويداء، مساء السبت، إلى مدينة جرمانا بريف دمشق في مسعى لاحتواء التوتر المتصاعد والتفاوض مع الحكومة السورية.
وذكرت مصادر محلية أن الوفد يضم شخصيات مؤثرة، مثل ليث بلعوس وسليمان عبد الباقي، بهدف قيادة جهود التهدئة، وسط تدخل مشايخ ووجهاء المدينة لإنهاء المواجهات التي اندلعت مؤخراً.
جهود التهدئة وسط تصاعد التوترات
أكد ربيع منذر، عضو مجموعة العمل الأهلي في مدينة جرمانا، أن السوريين شركاء في الوطن، مشيرًا إلى أن التحولات السياسية والأمنية جاءت بجهود جميع السوريين. وفي حديثه لقناة الجزيرة، شدد على ضرورة الحوار المباشر والفعال مع الإدارة السورية، معتبراً أن حل الأزمة الأمنية في جرمانا ممكن إذا توفرت الإرادة اللازمة.
خلفيات التوتر في جرمانا
تعود جذور الأزمة إلى حادثة شهدتها المدينة، حيث قامت مجموعة تُعرف باسم “لواء درع جرمانا” بالاعتداء على عناصر من الجيش السوري، ومنعتهم من دخول المدينة بأسلحتهم. ورغم قبول العناصر العسكريين بإيداع أسلحتهم لدى المجموعة لحين انتهاء زيارتهم، إلا أن الأخيرة أطلقت النار عليهم، ما أسفر عن مقتل أحدهم وإصابة آخر، قبل أن يتم اختطافه.
في أعقاب الحادثة، هاجم مسلحون قسم الشرطة في جرمانا، وطردوا عناصر الأمن منه، وسلبوا أسلحتهم وسط حالة من الفوضى، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الداخلية السورية.
من جانبه، أكد مدير أمن ريف دمشق، المقدم حسام الطحان، أن الجهود مستمرة لملاحقة المسؤولين عن أعمال العنف، وإعادة فرض الأمن والاستقرار في المدينة، بالتنسيق مع وجهاء المنطقة.
الجيش الإسرائيلي يستغل أحداث جرمانا
في تطور لافت، استغل الاحتلال الإسرائيلي التوترات في جرمانا، حيث أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن بنيامين نتنياهو أصدر توجيهات للجيش “بحماية سكان جرمانا”، زاعماً أن قواته لن تسمح بـ”الاعتداء على الدروز”.
وأكد مكتب نتنياهو، في بيان نقلته هيئة البث العبرية، أن إسرائيل ستتحرك عسكرياً ضد النظام السوري إذا تعرض سكان جرمانا من الدروز لأي خطر.
ويأتي هذا التصريح ضمن سلسلة من المواقف الإسرائيلية التي تحاول تبرير تدخلها في الشأن السوري، بعد تراجع نفوذ إيران في المنطقة، مما يعكس نوايا تل أبيب لاستغلال الوضع الأمني في سوريا لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.
