سيريا مونيتور،دمشق
لا يزال قرار حلّ حزب “العمال الكردستاني”، الذي أعلنه زعيمه عبد الله أوجلان الأسبوع الماضي، يشغل حيزًا واسعًا في وسائل الإعلام العراقية، نظراً للوجود الطويل للحزب داخل الأراضي العراقية منذ نحو 40 عامًا.
تأثير القرار على العراق
يُعدّ العراق أحد أبرز المناطق المتأثرة بهذا القرار، حيث تتواجد معاقل الحزب في جبال قنديل وسنجار ومناطق أخرى. وعلى الرغم من تصنيف الحكومة العراقية للحزب ككيان محظور منذ عام 2024، إلا أن تركيا لا تزال تستهدف مواقعه عبر هجمات متكررة، مستندة إلى تواجده في العراق كذريعة لتوسيع عملياتها العسكرية هناك.
انعكاسات القرار على العلاقات التركية – العراقية
يرى النائب العراقي السابق عن “الاتحاد الوطني الكردستاني”، شيروان ميرزا، أن “نداء أوجلان كان خطوة تاريخية ومهمة”، لا سيما مع إعلان مقاتلي الحزب وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة تعتمد على الخطوات التي ستتخذها الحكومة التركية فيما يتعلق بحل القضية الكردية وملف أوجلان.
وأضاف ميرزا أن هذا القرار “قد يساهم في حل النزاع المسلح في المناطق التي يسيطر عليها الحزب داخل العراق، مما قد يؤدي إلى تهدئة التوترات وتحسين العلاقات بين بغداد وأنقرة”.
موقف إقليم كردستان العراق
من جانبه، أوضح النائب العراقي عن “الحزب الديمقراطي الكردستاني”، محما خليل، أن “وجود حزب العمال الكردستاني في مناطق جبال قنديل وسنجار ومخمور كان سببًا رئيسيًا في التدخلات العسكرية التركية داخل العراق”، لافتًا إلى أن “إنهاء هذا التواجد سيسهم في استقرار المنطقة وتخفيف معاناة السكان المحليين”.
وأشار خليل إلى أن “حكومة إقليم كردستان وجميع الأحزاب الكردية رحبوا بإعلان حل الحزب وإلقاء السلاح، لأن ذلك يمثل فرصة لإعادة ترتيب الأوضاع الأمنية والسياسية في الإقليم والعراق ككل”.
وحول مصير عناصر الحزب من العراقيين، أشار خليل إلى أن “بعض الفصائل المسلحة في العراق، بما في ذلك جهات من الحشد الشعبي، قدمت الدعم لمقاتلي الحزب، مما ساهم في استمرار عدم الاستقرار، خصوصًا في منطقة سنجار”.
وأضاف أن “عملية السلام تتطلب جهودًا متكاملة تشمل جوانب أمنية واقتصادية، مما يقتضي إصدار عفو عام عن المقاتلين العراقيين السابقين، ودمجهم في المجتمع من خلال فرص عمل أو إعادة تأهيلهم في القوات الأمنية”.
مستقبل العمال الكردستاني بعد الحل
في ظل التحولات الجديدة، أكد السياسي الكردي شيروان ميرزا أن “مسألة تواجد حزب العمال الكردستاني في العراق ستنتهي مع حله، وقد يتحول الحزب إلى كيان سياسي داخل تركيا”. وأوضح أنه “إذا قررت بعض العناصر العراقية تأسيس حزب سياسي داخل العراق، فلا بد أن يكون نشاطه مرتبطًا بالقوانين العراقية دون أي انتماءات خارجية”.
يُتوقع أن يُسهم حل حزب العمال الكردستاني في تهدئة الأوضاع الأمنية في شمال العراق، خاصة في المناطق التي كانت تشهد توترات بسبب الصراع بين الحزب وتركيا. وإذا تحقق ذلك، فقد يشهد العراق تحسنًا في العلاقات مع أنقرة، فضلًا عن تعزيز استقرار المناطق المتضررة مثل سنجار وقنديل.
في ظل هذه التطورات، يترقب الجميع مدى نجاح هذه الخطوة في إنهاء عقود من النزاع، وما إذا كانت ستؤدي بالفعل إلى مرحلة جديدة من السلام والاستقرار في المنطقة.